ياسادة أننا في ثورة، كثير لا يؤمنون بهذه الحقيقة حتي الأن، يستنكرون المظاهرات، ويهاجمون الأحتجاجات، بل يتعاملون بأن الثورة الحق قامت في صباح 25 يناير وانتهت مع غروب 11 فبراير، لايعرفون المعني الحقيقي أن الثورة يجب أن تستمر، حتي تصنع نفسها، وتضع مولودها، وترسم مستقبلها، الثورة لا يمكن أن تنتهي مع "مقشات" المتظاهرين التي نظفوا بها ميدان التحرير، صباح 12 فبراير. الأزمة الأن ببساطة أن مجموعة النخبة التي "ركبت" موجة الثورة، لم تعد تستطيع مسايرتها، وصُدمت من هذه الحالة الثورية التي تفوق امكانياتهم، فوقفوا في منتصف الطريق لا يعرفون الموقف الأفضل الذي من المفترض اتخاذه في مثل هذه الامور، تبرأوا جميعا من دخول سفارة الصهاينة، رغم أنه عمل ثوري بحت من وجهة نظري، ونعتوا من قاموا بذلك بنفس كلمات مبارك ونظامه، قالوا أنهم بلطجية، ويعملون لصالح أجندات خارجية، قالوا أنهم ليسوا من الثوار وكأن ثوار يناير لابد أن يرسلوا "صورة 4x6 و7جنيه" لإستخراج كارنية باسم شباب الثورة. اقتحام السفارة لم يكن سوي رد فعل فقط، ليس لما قام به الصهاينة علي الحدود فقط، وأنما لما قامت به الحكومة المصرية علي حدود السفارة الإسرائلية بالجيزة، إنتظر الشباب أن يكون رد فعل حكومة الثورة ثوري، فما كان منها إلا مسودة!!، توقعوا أن يتم توجيه وفد إلي الأممالمتحدة للشكوي، فتوجه وفد من المقاولين العرب لبناء سور عازل حول السفارة، أراد الشباب طرد السفير، فأنتشر الخبر في كل الجرائد عن عودة السفير من جديد، لم يجد الشباب أي ثورية في قرارات الحكومة والمجلس العسكري، وجدوا مبارك في زيه العسكري، وبوجه عصام شرف، فكان قرارهم أن لنا الكلمة العليا في هذه البلد طالما من ماتوا في الميادين وعلي الحدود هم اخوتنا نحن، وأصدقائنا نحن، وأهالينا نحن، فكان القرار هو أن نطرد نحن من قتلونا. إن كان من قاموا بإقتحام السفارة هم مجموعه من البلطجية فالأكيد أن لدينا قصور في تفسير معني البلطجة، بلطجي من هؤلاء أعطانا جميعا درسا بان دم الشهيد لن يضيع بعد اليوم، لن أبالغ عندما أقول أن أصغر بلطجي في هؤلاء هو أشرف من كثير ممن يتغنون طول الوقت بدماء الشهداء، وسيادتنا في سيناء، إن أي بلطجي منهم بألف مما تعدون.