تضارب في الموقف رفض ثم تأييد ثم رفض ثم تشكيك، هذا هو حال الحركات السياسية من أحداث السفارة ومسيرة الشواكيش التي خرجت مساء أمس الجمعة من ميدان التحرير صوب السفارة الإسرائيلية وأدت في النهاية إلى يوم دامي أعاد إلى الأذهان ذكريات جمعة الغضب. ائتلاف شباب الثورة كان قد أعلن مسبقاً في مؤتمر صحفي له في جريدة التحرير عن عدم مشاركته في مسيرة الشواكيش، موضحاً أن مشاركته في يوم جمعة تصحيح المسار التي كانت وقائعها أمس الجمعة، ستقتصر على المسيرات التي ستخرج باتجاه مجلس الوزراء ودار القضاء العالي ونادي القضاة. لكن الموقف تغير عندما خرجت مسيرات من ميدان التحرير بالآلاف صوب السفارة الإسرائيلية بالشواكيش والأعلام الفلسطينية لهدم الجدار العازل ومع سقوط الجدار بدأت الحركات السياسية تعلن تأييدها لهدم الجدار العازل، لكنها عادت ورفضت الأحداث عندما تعدى الأمر اقتحام مقر السفارة والاعتداء على مديرية أمن الجيزة، ما أدى إلى استخدام قوات الأمن الغازات المدمعة في تفريق المتظاهرين. الائتلاف وعلى لسان ناصر عبد الحميد عضو المكتب التنفيذي قال للدستور الأصلي"نطالب بتوضيح من قبل المجلس العسكري والداخلية والحكومة عن أحداث أمس، فالغياب المفاجئ للأمن والعودة المفاجئة له غير مفهوم وغير واضح". ناصر شكك في دعوة مسيرة الشواكيش قائلاً " البعض استغل حماس الشباب في الميدان والدعوة من جهة غير معلومة بالنسبة للحركات السياسية الموجودة على الساحة، ويبدو أن البعض يريد أن يشعل الأحداث لضرب الحركات السياسية وضرب أي مليونية يدعو إليها النشطاء فيما بعد". حركة 6 أبريل نفت هي الأخرى أن يكون لها علاقة بالأحداث مؤكدةً أن مشاركتها اقتصرت على جمعة تصحيح المسار ولم تشارك في مسيرة هدم السفارة. بيان أصدرته حركة شباب الثورة العربية – التي دعت في الأساس لهدم الجدار منذ أيام- نادت بهدم الجدار، نفى محمد عادل عضو المكتب السياسي بالحركة أن يكون ل 6 أبريل أية علاقة بالبيان مؤكداً أن الحركة ترفض أي مظاهرة أو مسيرة تخرج عن نطاق السلمية. الائتلاف و6 أبريل وشباب من أجل العدالة والحرية والجبهة الحرة للتغيير السلمي وعدد آخر من الحركات السياسية نفوا جميعا للدستور الأصلي أن يكون أحد أعضائها من الذين تم القبض عليهم في أحداث السفارة الإسرائيلية، مؤكدين أن المسيرات التي تخرج عن نطاق السلمية لا يشاركون فيها. الدعوة في الأساس أطلقتها حركة شباب الثورة العربية عندما دعت الأسبوع الماضي إلى مسيرة تخرج من ميدان التحرير في جمعة تصحيح المسار بالشواكيش، ورفضت الحركات السياسية مشاركتها في المسيرة التي سرعان ما أعلنت تأييدها لهدم الجدار وسرعان أيضاً ما تبدل الموقف برفض اقتحام السفارة ومديرية أمن الجيزة.