نشرت جريدة الديلي ميل البريطانية بتاريخ الثالث من سبتمبر الحالي, خبرا عنوانه: الملفات السرية: حزب العمل كذب بخصوص القذافي (ياللهول!!), الذي هدد بحرب مقدسة اذا مات المقراحي في سجون اسكتلندة!. ملحوظة; ياللهول دي من عندي!. ولمن لايذكر, فعبد الباسط المقراحي هو مواطن ليبي أدين بتفجير طائرة بان أم 103 المسافرة عبر الأطلنطي من لندن هيثرو الي مطار جون كنيدي في نيويورك في ديسمبر 1988 والتي سقطت فوق بلده لوكيربي في جنوب اسكتلندا مخلفة 270 قتيلا. وقد تم الحكم عليه في يناير 2001 بالسجن مدي الحياة بعد أن تمت ادانته. وقد تم الافراج عنه منذ حوالي العامين بسبب مرضه بسرطان البروستات وأستقبله القذافي بنفسه استقبال الابطال عند عودته الي ليبيا!. هذا مافعله القذافي حماية لمواطن ليبي مدان بقتل المئات! أيا كانت أسباب هذه الحماية!. وليس هذا بالموقف الوحيد للقذافي. فكلنا نذكر كيف أذل العالم الغربي عندما تم الحكم علي عدد من الممرضات والأطباء البلغار بالإعدام جزاء اصابة عدد من الأطفال الليبيين بالأيدز بعد نقل الدم الملوث اليهم. وصحيح أنه قد تم العفو عنهم في النهاية, ولكنه نجح في جلب الاعتذارات والتوسلات والاتفاقات ولفت انتباه العالم لقيمة المواطن الليبي, علي الأقل خارج حدود وطنه. وبعد هذه المقدمة, اسأل; ماذا فعلت عصابة المجرمين وزعيمهم المجرم الأثيم عندما كانت نعوش المصريين تأتي يوميا من العراق؟ وماذا فعلوا عندما جلد الطبيبين المصريين في السعودية؟ وماذا فعلوا عندما سلمت الشرطة اللبنانية المتهم المصري لأهل كترمايا ليضرب ويتحول في دقائق من متهم الي قتيل ويعلق علي عامود؟ وعندما أعدمت ليبيا المصريين, وعندما أكل الأشقاء حقوق المصريين العاملين؟. وماذا فعل المجرمون وزعيمهم المجرم الأثيم عندما مات المصريون محروقين في القطار وعندما غرقوا في العبارات وحرقوا في المسارح, وعذبوا في المعتقلات وهرسوا تحت الصخور؟ وماذا فعلوا عندما قتلت اسرائيل الجنود علي الحدود وماذا فعلوا لغرقي الهجرات "الشرعية" وقتلي الطرق والمستشفيات؟. الأجابه المعروفة لاشيء! سوي أنه في بعض الأحيان, واحقاقا للحق, تصرف التعويضات العاجلة من ثلاثة الي خمسة الاف جنيه علي أقصي تقدير! هذا بالطبع أن حصل عليها المستفيدون!. يموت عائل الأسرة الوحيد محروقا في مسرح فتمن العصابة علي أهله بخمسة الاف من الجنيهات! ويظل الوزير الفنان في موقعه لتلهمه المأساة وربما ليرسمها في شخابيطه ويجسدها!. ويدك عنق رب أسرة آخر تحت صخرة في الدويقة فيشل ويعجز مدي الحياة, "فيتبشرقوا" أو سمها " يتشبرقوا" أن شئت, علي أهله بثلاثة الاف جنيه!. وأقسم بالله العظيم, انني قد قرأت هذه الحكاية منذ بضع سنوات في الديلي ميل, مرة أخري. طبيبة غير بيضاء في احدي المستشفيات. طلبت من رئيس القسم ان تنشأ عيادة معينة لعلاج حالات الكذا!. فرفض رئيس القسم طلبها وعندما سألت عن السبب قال بصراحة لأنك أنثي ولأنك غير بيضاء لون البشرة!. فقامت برفع قضية عليه وعلي المستشفي بتهم التمييز الجنسي والعنصري والأهانه...الخ. وقد حكم لها بمبلغ أربعة مليون جنيها استرلينيا كتعويض!! وأضرب في تسعة ونصف لتحصل علي قيمة التعويض بالجنيه المصري!!. أي والله هذا ماقرأته وأصدقه .. وهذه هي ياصديقي قيمة كرامة الانسان في البلاد المتحضرة. ولا أقول لك قيمة صحته أو حياته!. وهذا طبيعي عندما تحترم الحكومات شعوبها وتعرف أنه لابقاء لها سوي بتقديس مواطنها. أما عندما تحكم عصابة المجرمين وزعيمهم المجرم الأثيم, فتصير مصر والمواطن مصري في القاع وفي ذيل الأمم كما نحن الآن.