انتقد "عادل نور الدين"- رئيس قطاع القنوات المحروسة بالتليفزيون المصري - منظومة الإعلام المصري المسموع والمرئي. وأكد أنه يمر بأزمة حقيقية ثلاثية الأبعاد تتمثل فى فقدان الثقة بينه وبين جمهوره والتي زادت حدتها بعد ثورة 25 يناير حيث فقد المصداقية اثناء وبعد الثورة وكذا فقدان التواصل بين الإعلام والعاملين فيه أيضا والذين يعانون من مشاكل كثيرة أهمها عدم وجود نقابة تعبر عنهم وعن مشاكلهم، وأشار أن الإعلام المصري يفتقد أهم المقومات المهنية والإخلاقية و مواثيق الشرف كاشفا فى الوقت نفسه عن أن الإعلام المصري هو الوحيد على مستوى العالم الذى يعمل بدون ما يسمى بدليل السياسة التحريرية أو مرجعية مما يتتطلب العمل على صياغة إعلام مصري جديد تكون مهمته الأساسية صياغة مستقبل الإعلام فى مصر بمشاركة جميع المصريين. وقال الكاتب الصحفي "محمود نافع" - رئيس تحرير جريدة الجمهورية - أن الإعلام بوضعه الحالي ليس له أي دور مؤثر فى التحول الثوري فالدولة متخبطة لا يزيد دورها عن كونها تقوم بمهام الإسعاف والمطافىء فى مواجهة الأزمات ، فالإعلام أصبح يعمل بالقطعة في مواجهة هذة الأزمات، وأشار إلى حالة التخبط التى يعاني منها الجميع والسبب الرئيسي فى هذا أن الإعلام ضل طريقه ويعمل فى جو مشوش بعيدا عن الأهداف، والاستراتيجية الواضحة فى ظل اختلاف الرؤى من كافة القوى والأطياف حول التحول من الفترة الانتقالية إلى فترة الاستقرار فى الوقت الذي مازالت فيه الصحف ووسائل الإعلام تبحث عن سلطة تغازلها كما كان يحدث قبل الثورة مع النظام البائد حيث كان الكل يدور فى فلك رئيس الجمهورية ولجنة السياسات ورموز النظام السابق من أجل البقاء. وأوضح نافع أن إعلام ما بعد الثورة ما زال مضللا بسبب المتحولين من رؤساء القنوات الفضائية ورؤساء التحرير ،وكذا التخبط الذي تعيشه الدولة فى ظل عدم وجود رؤية واضحة للإعلام والحكومة فالكل لايتحرك إلا بعد الأزمة مما تسبب فى انتشار حالة فوضى فأصبح الكل يريد دون النظر عن ماذا تريد مصر. من جانبه حذر الكاتب الصحفي "عبد العظيم حماد" - رئيس تحرير الأهرام - من استمرار التناحر بين الثوار والقوى السياسية المختلفة لأنه سيكون سببا فى تأخر انهاء المرحلة الانتقالية ، مطالبا قادة الإعلام والرأى والسياسين بالمساهمة فى صنع التحول الثوري في مصر، وقال : "أن عملية الإسراع فى التحول الديمقراطي السلمي تتطلب العمل على الحفاظ على المقومات الاقتصادية والسياسية والمؤسسة العسكرية". مشيرا فى الوقت نفسه إلى خطورة عدم عودة الجيش إلى ثكناته حتى الآن بسبب الصراعات الداخلية التى قد تجر الجيش إلى مواجهة غير محسوبة مع إسرائيل ، وقال: "أنه مطلوب إنهاء هذه الفترة بأسرع ما يمكن". وأنتقد تحول الساحة الإعلامية إلى سوق كبير يستغله كل سياسي فى تدعيم ظهوره على الساحة الإعلامية بعيدا عن الحركة بين الناس لتنتشر الفوضى فى مختلف الفئات. ومن جابنه أكد الدكتور "عادل زايد" - محافظ القليوبية - أن ثورة 25 أحدثت العديد من التغيرات الجذرية فى منظومة الإعلام وليست فقط فى مصر بل فى العالم أجمع، مؤكدا بأن التغيير الأكبر الذي حدث خلال الأشهر التالية للثورة هو الالتفاف حول المواطن المصري كحالة إعلامية خاصة تستحق خدمة إعلامية متميزة على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية. وأشار المحافظ إلى أن الإعلام المصري يعيش حالة نشوة غير مسبوقة من حيث الكم والنوع برزت على السطح فى أعقاب ثورة 25 يناير حيث انطلقت العشرات من القنوات الخاصة والعديد من الصحف الورقية والإلكترونية ومواقع الانترنت المتنوعة التى يضاعف عدددها يوما بعد يوم ، بالإضافة إلى البرامج الإذاعية ذات الارتباط بموضوعات الثورة وتوابعها، لافتا إلى أن دور الإعلام بعد الثورة أصبح من أخطر ما يمكن حيث أن دور الإعلام يتضمن ممارسة أجهزة الإعلام لدورها فى الرقابة وحشد الرأى العام فى الاتجاه الصحيح ، وقال :" فنحن في أمس الحاجة الآن لثورة ثقافية موازية للثورة السياسية يكون رصيدها أصحاب الخبرة المهنية القادرين على تقييم المسار وتحقيق التوازن المطلوب بعديا عن التهويل والقدرة على ضبط الأداء الإعلامي ونقل الحقيقة كما هى وبث الاستقرار واستعادة الهدوء للوطن". جاء ذلك خلال حضور المؤتمر القومي الأول لمحافظة القليوبية حول دور الإعلام فى دعم التحول الثوري فى مصرالذى أقيم امس بقاعه مكتبة مصر العامة ببنها تحت رعاية الدكتور "علي السلمي" - نائب رئيس مجلس الورزراء للتنمية السياسة والتحول الديمقراطي - وبرئاسة الدكتور "عادل زايد" - محافظ القليوبية - بحضور رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والمستقلة وممثلي وسائل الإعلام .