احتشد مئات الآلاف من المصلين بمسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل والمساجد الأخرى بالإسكندرية ليل الجمعة لأداء صلاة التراويح والتهجد في ليلة السابع والعشرين من رمضان – ليلة القدر- وهو ما أدى إلى توقف الحركة المرورية بالكامل بطريق الكورنيش، وشوارع بورسعيد، وقنال السويس، وسوتر، وغيرها من المحاور المرورية الهامة لنحو سبع ساعات كاملة. لكن الأمر لم يمر دون إثارة الجدل بعد أن أدى اكتظاظ الشوارع بالمصلين إلى تعطل حركة المرور بأهم شرايين المدينة، في الوقت الذي تقدم فيه ناشطون سياسيون ببلاغ للنائب العام ضد إمام مسجد القائد إبراهيم لدعائه على العلمانيين والليبراليين. وفشلت جهود رجال المرور لفتح المحاور المرورية الرئيسية بالإسكندرية حتى أمام سيارات الإسعاف والطوارىء، خاصة المؤدية إلى المستشفى الجامعي الرئيسي، ومستشفيات الشاطبي للأطفال والتوليد، ومستشفى رأس التين وهي المستشفيات الرئيسية المخصصة لاستقبال الحوادث والطوارىء بالإسكندرية. واضطر مرفق إسعاف الإسكندرية إلى إبلاغ طالبي خدمات الإسعاف إلى التوجه إلى المستشفيات المشار اليها إما مشيا على الأقدام أو استخدام أي وسيلة أخرى نظرا لإغلاق جموع المصلين للشوارع. وتسبب توقف حركة المرور في بقاء عشرات الآلاف من المواطنين بالشوارع حتى ساعات الصباح الأولى بعد أن فضل سائقو سيارات الإجرة البقاء في منازلهم. على جانب آخر، حرر الناشط السياسي أحمد حافظ والمحاميان ياسر وهبه وإبراهيم كامل الاعضاء بالائتلاف المدني بالإسكندرية بالبلاغ رقم 4 أحوال قسم العطارين ضد الشيخ حاتم فريد إمام مسجد القائد إبراهيم للتحقيق معه ووقفه عن العمل، لحين انتهاء التحقيقات وندب أحد مشايخ الازهر الشريف لإمامه المسجد. ويتهم مقدمو البلاغ إمام المسجد بالتحريض ضد بعض أفراد الشعب المصري "العلمانيين والليبراليين"، وإيصال رسالة ضمنية الى الشعب المصرى مفادها أن العلمانيين والليبراليين كفرة، وإحداث بلبلة وفتنة، على حد قولهم. وقال الثلاثة في تصريحات إنهم فوجئوا بإمام المسجد المذكور فى صلاة التجهد يوم الأربعاء الماضى يدعو الله على العلمانيين والليبراليين بقوله: "اللهم عليك بالليبراليين والعلمانيين فإنهم لا يعجزونك". وأضافوا إنه كان يتوجب على إمام المسجد أن ينأى بنفسه وبالمسجد عن الخلاف السياسي، حتى لا يتكرر في مساجد أخرى وتصير فتنة في الشارع المصري، وطالبوا بإيقاف امام المسجد عن العمل لحين انتهاء التحقيقات وعودة المسجد إلى أئمة الأزهر. يذكر أن مسجد القائد إبراهيم يعد أحد أهم المساجد بالإسكندرية ومنه انطلقت الشرارة الأولى لمظاهرات "جمعة الغضب" في 28 يناير الماضي. وفي أعقاب ثورة 25 يناير عاد الشيخ أحمد المحلاوي لخطبة الجمعة بعد توقف دام لأكثر من 30 عاما، ويسيطر على المسجد تيار "الإخوان المسلمين".