أثار غياب القوى السياسية عن حضور جمعة "سعد الدين الشاذلي" عدة تساؤلات، حول مدى التحام هذه القوى مع الشارع المصري الذي توافد منه الآلاف للمطالبة بطرد السفير الصهيوني والقصاص لدماء الشهداء، خاصة أن هذه القوى الوطنية في معظمها كانت قد أعلنت مشاركتها في هذا اليوم، بل واتفقت جميعها على مطلب طرد السفير الإسرائيلي من مصر، فلم يكن غريبا أن يفشل اجتماع علي السلمي – نائب رئيس الوزراء - وأسامة هيكل وزير الاعلام مع القوى الوطنية، لأنهم رفضوا البيان الذي أتت به الحكومة والذي يتحدث عن الإدانة والشجب فقط ويرفض طرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير المصري من إسرائيل، ورغم هذا فإن هذه القوى غابت مع بدء الجمعة التي توقعها البعض فاصلة من أجل طرد السفير من القاهرة. هذا الغياب برره الدكتور محمد البلتاجي - أمين عام حزب الحرية والعدالة بالقاهرة - بأن هناك مشاركة رمزية من أعضاء الحزب، وهذه المشاركة الرمزية جاءت بسبب عدم التنسيق الجيد بين الحزب وبين القوى الوطنية لأن الدعوة قد وصلت إليهم متأخرة تماما – حسب قوله، كما أن اليوم هو ليلة السابع والعشرين من رمضان، وغالبية أعضاء الحزب يهتمون بالتواجد في المساجد القريبة من منازلهم لأداء الصلاة مع أهالي مناطقهم. وأضاف البلتاجي: "في كل الأحوال نحن نثمن الجهود التي يقوم بها الشباب.. ونتضامن معهم في مطالبهم وعلى رأسها طرد السفير الإسرائيلي من مصر وسحب السفير المصري من تل أبيب". على الجانب الآخر، قال محمد الأشقر - منسق عام حركة كفاية - أن الحركة هي التي اختارت اسم سعد الدين الشاذلي لهذا اليوم، مضيفا: "ولكننا كنا نتوقع أن يبدأ اليوم في المساء عقب الإفطار، ولكن يبدو أن حماس الشباب وإصرارهم على طرد السفير الصهيوني من القاهرة، هو الذي دفعهم إلى البدء في التظاهر منذ صباح.. وأعتقد أن اليوم سيكون أكثر سخونة ونجاحا عقب الإفطار ولا يوجد أي سبب لغياب القوى الوطنية عن هذه التظاهرة، فكل القوى الوطنية قد اجمعت على ضرورة طرد السفير ووقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل.