لاأكون مبالغا اذا قلت اننا نعيش فى أيام استثنائية ، فهى ايام شهر رمضان الكريم ، لاشك فى ذلك ، وايضا العشر الاواخر من رمضان ، ولكنها استثنائية بكل المقاييس ، لشعورنا نحن العرب والمسلمين وجميع المصريين ، برضا الله ، وقربه الشديد من عباده فى هذه الايام ، يقول الرسول الكريم ، ان لله نفحات فى أيام دهركم الا فتعرضوا لها . النفحات ظهرت جلية وواضحة فى الثورات العربية ، وفى ميدان التحرير ، شاهد الجميع ، واحسوا بالتأييد الالهى لهذه الثورة المباركة ، طالما صدق المخلصون من أبناء الوطن فى مصر فى مطلبهم الشرعى وشعارهم الذى هز ارجاء البشرية جمعاء " الشعب يريد اسقاط النظام " ، دروس كثيرة شاهدها الثوريون المصريون فى ايام ثورتهم الملهمة ، وبخاصة فى يوم موقعة الجمل 2 فبراير ، وكيف كانت رعاية الله واضحة للثوار . واليوم وفى العشر الاواخر من رمضان ، فى ثلث العتق من النيران ، انتشرت روائح الغفران والنفحات الربانية ، فمنذ ايام قليلة انطلق العدوان الغاشم على قطاع غزة الصامد ، فسقط أكثر من 20 شهيد تقريبا ، واذا بيد الغدر الصهيوينة تتوغل الى الحدود المصرية وتقتل 6 من المصريين ، الوضع هذه المرة مختلف ، والسياق فد تغير ايها الصهاينة ، قامت الدنيا ولم تقعد فى مصر ، وأظنها لن تقعد حتى نسترد حقنا ، الشباب المصرى حاصر السفارة الصهيوينة ، بالآلاف ، الاعداد تتزايد من كل التيارات ، الحصار حول السفارة يزداد ، الحكومة المصرية لم يكن ردها حاسما ، تصريحات من هنا وهناك لاتسمن ولاتغنى من جوع ، صحيح انها مختلفة عن ذى قبل ، ايام النظام البائد ، والرئيس المخلوع حبيب الصهاينة ، الا ان شعب التحرير لن يرضى بالتصريح الهذيل ، وردود الافعال غير الحاسمة . لذلك قرر الثوار حول السفارة الصهيونية ، اسقاط العلم الصهيونى فى ليلة 21 اغسطس 2011 ، فبدأت المحاولات بمحاولة اشعاله ، بالشماريخ والصواريخ ، لكن المحاولات لم تفلح ، وفجأة ظهر من بين الوقوف ، شاب أسمر نحيف ، لاينتمى لاى حزب او تنظيم سياسي ، ويعمل نقاش ، انه احمد الشرقاوى ، او احمد الشحات ، شاب يبلغ من العمر 24 عام ، تسلق جدران العمارة البالغة 21 دور ، وقام بانزال العلم الصهيونى ، ورفع العلم المصرى العزيز مكانه ، واثناء نزوله وهو فى الدور السادس اذا باحدى الاسر المصرية الخالصة ، عيار 24 تطلب منه ان يدخل الى شقتهم ، وينزل من على سلالم العمارة ، وبالفعل استجاب احمد الشرقاوى ، ودخل شقتهم وقاموا يتحيته على شجاعته ، ودخل وغسل وجهه ، ثم نزل من على السلم . المشهد الثانى بعد أقل من 24 ساعة فقط فى مساء 21 اغسطس وبعد معارك ضارية مع نظام القذافى وزبانيته ، دخل الثوار الليبيون الى العاصمة طرابلس ، بعد معارك ضارية ، وفر القذافى ، ولم يعثر عليه ، وتم الفبض على ابنه المتغطرس سيف الاسلام القذافى ، تصوروا ياسادة سقط القذافى ، ونظامه ، ولم تبقى الا بعض الفلول ، فيتم الآن حصارهم للقضاء عليهم ، او استسلامهم والقاء سلاحهم . المشهد الاخير هو تاريخ 21 اغسطس له عدة دلالات ، اولا هو ذكرى حريق المسجد الاقصى ، رقم 42 ، ثانيا سقط العلم الصهيونى ليلة 21 اغسطس ، ثالثا سقط نظام القذافى مساء يوم 21 اغسطس ، ألم اقل لكم انها نفحات رمضان ، رحمات الله فى العشر الآواخر من رمضان ، بدل الله حزننا بالهجوم على غزة ، وبمقتل الجنود المصريين على الحدود ، فرحا وبشرا ، باسقاط العلم الصهيونى ، واسقاط القذافى ، تم هذا كله فى خلال 24 ساعة فقط ، فى الذكرى 42 لحريق المسجد الاقصى ، وشاب مصرى اسمه احمد الشحات اسقط العلم الصهيونى عمره 24 سنة ، واستضافته اسرة مصرية فى الدور السادس من العمارة اللى فيها السفارة من عيار الذهب 24 .