قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا إن لله فى أيام دهركم لنفحات.. ألا فتعرضوا لها» أو كما قال الحبيب المصطفى، فقلت فى نفسى وهل هناك نفحات أفضل من العشر الأواخر من رمضان وعلى رأسها ليلة القدر التى أخفاها الله فى تلك العشر، لذلك قررت أن أتعرض لتلك النفحة الكبيرة وأشمر عن ذراعى وأجتهد فى الدعاء إلى الله.. ولكن من موقع المواطن المصرى المهتم بشأن الوطن العزيز الذى يحيا فيه ويعيش من خيرات الله التى أجراها على أرضه الغالية، فكان هذا الدعاء .يا رب.. قلت فى كتابك «ولقد كرمنا بنى آدم».. فمتى سنشعر بكرامتنا فى هذا البلد؟ يا رب.. قال الحبيب المصطفى للرجل الذى صافحه ووجد يده خشنة من العمل والكد «هذه يدٌ يحبها الله ورسوله» ففهمنا أن العمل والسعى على الرزق له قيمة كبيرة.. فمن أين جاءت التنبلة والفهلوة والرغبة فى الثراء السريع وعدم الاكتراث بقيمة العمل رغم مظاهر التدين الكثيرة.. يا رب أمرتنا بالوضوء وفصلت فيه وكذا الاغتسال مما يؤكد على قيمة أن يكون المسلم نظيفًا فى نفسه وفى البيئة التى يعيش فيها.. فكيف يارب أصبحت بلادنا مرتع ومستنقع للقذارة والتلوث بجميع أنواعه؟.. يا رب.. فهمنا من تعاليم ديننا الحنيف أن العدل والحرية.. من أساسيات الحقوق الإنسانية، حتى الحرية فى اعتناق الدين، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. فهل أكبر من ذلك حرية يا كريم.. فلماذا يا رب غابت تلك القيم من حياة الناس على الأرض؟ فالظلم والاستبداد والفساد وكبت الحريات تكاد تطبق على أنفاس المواطنين من كل اتجاه.. يا رب.. قال حبيبك المصطفى «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».. فمتى يا رب نرى الأخلاق تعود فى سلوكيات الناس جميعًا وخاصة من يدعون منك قربًا أكثر من غيرهم، فمتى نرى الصدق والأمانة والشهامة والإيثار؟ بل على الأقل عدم إيذاء الناس بالقول والفعل.. وأخيرا يا رب.. يا كريم قيل لنا إن أفضل الجهاد عند الله.. كلمة حق عند سلطان جائر.. فمن أين يا رب يا قوى يا عزيز.. أصاب الناس الخرس والخوف والهلع من حكامهم؟.. بل حتى من شيخ البلد وأمين الشرطة ؟ لماذا استعذب الناس النفاق ورضوا بالخنوع.. ولم ينطقوا ببنت شفا.. فى وجه من يحولون حياتهم جحيمًا ليل نهار!! .يا رب.. عفوك ورضاك.. ردنا إلى دينك ردًا جميلًا.. فيبدو أننا لم نتعلم شيئًا من تعاليم ديننا الحنيف!! م- معمارى- طارق الملط [email protected]