في الأيام الأخيرة، أصبحتُ أخاف من الفرح، كلما وقع لنا حدث جميل أو يبدو جميلا، تشاءمتُ وخفتُ أن أفرح. علمني حبكِ أن أحزن يا مصر. ربما لأن مجلسنا العسكري يتفنن وينجح فعلا في إجهاض ثورتنا، بالطبع ليس سهلا أن نتفاءل الآن بعد أن أسرفنا في الفرح بثورتنا يوم 11 فبراير، متناسين أن المجلس العسكري -بحكم تاريخه وموقعه من سلطة مبارك- من أعدى أعداء الثورة التي سلّمناها له فرحين. ليس سهلا أن نهلل لرؤية مبارك في القفص فيقوم المجلس بعدها مباشرة بضرب المعتصمين وسحل الشباب الذي ذهب ليفطر في التحرير، ثم تأخذه العزة بالسلطة ويتفرغ لمطاردة النشطاء والمعارضين له، وكيل الاتهامات لهم. وبعد ذلك تقتل إسرائيل ضباطنا وجنودنا داخل حدودنا... وما المانع؟ أليس نظام مبارك ممتدا في خليفته: المجلس العسكري؟ أتفهّم تماما الموقف الإسرائيلي لأنه يراهن على ما نجح فيه دائما. لكن الشعب قال كلمته هذه المرة، صحيح أن الحكومة مارست نوعا من الاستعباط المكشوف، بعد سحب السفير المصري ثم محاولة الاستخفاف بعقول المصريين كما اعتاد مبارك والادعاء بأن خبر سحبه كان مسودة ذهبت بالخطأ للإعلام... أمر مقزز أليس كذلك؟ ما رأيك في هذا الاستاتوس الذي انتشر ردا على هذا الاستهبال: "عاجل الصحف المصرية: الطبعه الأولى: مصر تطلب سحب السفير الإسرائيلي الطبعه الثانيه : مصر تطلب سحلب للسفير الإسرائيلي". أما شرف الذي جعلني فعلا أعيد النظر في علاقة الأسماء بالأشخاص، كما جعلني أفكر بجدية في تقييم قدرة الثوار على اختيار رئيس وزراء ثوري، لأنه من أكثر عوامل هدم هذه الثورة بإصراره على لعب دور العاشق المخدوع والرجل ال....، لم يخجل شرف من نفسه حين صرّح بعد استشهاد شبابنا بأن دم الإنسان المصري له ثمن و...، متصورا أن الشعب المصري سيسكت وينسى كما كان أيام مبارك، أو سينفِّس عن غضبه من خلال "مسودته"، أو أن إسرائيل التي أعربت عن أسفها ستقنعنا بأسفها وترضينا، كأن شبابنا قضوا في حادثة سير... فإذا بالشعب المصري يقول كلمته ويتسلق البطل أحمد الشحات وينتزع العلم الإسرائيلي ويرفع العلم المصري. ومع هذه الفرحة الغامرة، انقبض قلبي وشعرت أن أعداء الثورة لن يسكتوا، فإذا بالناشط السكندري محمود شعبان يُختطف على طريقة أمن الدولة، ويشكو إخوان المنيا من تكرار أداء أمن الدولة معهم مرة أخرى. أخشى أن يطل علينا اللواء الرويني ويكشف لنا مؤامرة جديدة بأن أحمد الشحات حرامي غسيل، وأنه تعلم تسلق البلكونات في المؤسسة العالمية للنشل.... اللواء الرويني الذي لا يمل من الكذب (باعترافه) منذ نزل التحرير ليقنع المتظاهرين بترك الميدان فردوا عليه بهتافهم المشهود "مش هانمشي... هو يمشي". انظر للواء الرويني في هذه المقاطع على اليوتيوب وهو يصف الثورة بأنها تمثيلية: http://www.youtube.com/watch?v=YbI9s4ht9AU وهنا حيث حاول إقناع المتظاهرين بالانصراف: http://www.youtube.com/watch?v=xjsRUAPyzaQ وهنا أيضا ستجد طريقة حواره مع الثوار حيث يتهمه بأنهم "عايزين يولعوها" http://www.youtube.com/watch?v=DkNS4RghLLQ&feature=related الآن يعتبر هذا الرجل الكذاب (باعترافه نفسه أيضا) من قادة مصر ما بعد الثورة. منذ أيام انتشرت على شريط السكة الحديد بالإسكندرية محلات عشوائية بناها مجموعة من البلطجية بلا تراخيص ولا أوراق، والطريف أنها أمام حي المنتزة مباشرة وتمتد على شريط السكة الحديد من الناحيتين، ولا أدري إلى أين تنتهي. الملفت أنه مكتوب على بعض هذه المحلات: "محجوز الزُّز"، "محجوز شَكَل"... يُخيل لي أن مصر كلها يحجزها الزز وشكل وتفلت من أيدينا. مرة أخرى... يا شرف الذي لا نصيب له من اسمه، أنت تحارب ثورتنا لأنك لا تتخذ قرارا إلا ضدها. أختم مقالي بهذا الاستاتوس الذي كتبه صديقي الجميل عادل موسى، وهو يدل على كثير مما أردت قوله: "النهاردة وانا قاعد افطر ..افتكرت حاجة مهمة جدا كنت ناسيها ..يا اخوانا مش احنا بعد الثورة حطينا رئيس وزرا اسمه عصام شرف !! حد يعرف عنه حاجة ..بس الحمد لله انى افتكرت صحيح المال الحلال ما يضعش ابدا". أرجو أن يكون حلالا فعلا يا صديقي عادل!