اجتماع النجمين «جون ترافولتا» و«روبن ويليامز» في فيلم كوميدي عائلي من إنتاج شركة ديزني يبدو حدثاً سينمائياً منتظراً أو علي الأقل فيلما لن تندم علي مشاهدته، فكلا النجمين يتمتع بجاذبية خاصة لدي شريحة عريضة من الجمهور سواء الكبار أو الصغار، والتفكير في عدد الأفلام الكوميدية والعائلية التي قام ببطولتها «روبن ويليامز» أو بالعديد من الاختيارات الناجحة جون ترافولتا سواء في أفلام الأكشن أو الدراما الكوميدية أو الإنسانية يجعل المتفرج علي يقين بأنه سيشاهد عملا كوميديا إنسانيا خفيفا ومرحا، ولكن المفاجأة التي يخرج بها المتفرج من الفيلم أن الشركة المنتجة جمعت النجمين «روبن ويليامز» و«جون ترافولتا» ونسيت أن تبحث عن سيناريو جيد يتناسب مع قدرهما الفني وحجم نجوميتهما، وسيناريو الفيلم منذ بدايته لا يحتوي سوي علي كم مبالغ فيه من الهزل والتهريج لا يمكن تخيل أن نجمين مثلهما قرآه ووافقا عليه كما هو وهما في حالة انتباه أو يقظة. يدور الفيلم حول الصديقين وشريكي العمل شارلي ودان اللذين يعملان في مجال التسويق، وهما مشغولان للغاية بصفقة عمل مع شركة يابانية كبري، شارلي «جون ترافولتا» مطلق عابث يقيم علاقات نسائية عديدة وشريكه دان «روبن ويليامز» جرب حظه منذ سنوات وانفصل أيضاً عن زوجته بعد علاقة قصيرة للغاية، ويتغير نمط حياة دان وشريكه بعد أن يكتشف دان أن زواجه الذي تم منذ سبع سنوات لفترة قصيرة للغاية أثمر عن طفلين توءم ولد وفتاة، وأمهما التي طلبت لقاء دان بعد هذه السنوات تخبره أنها ستدخل السجن لأسبوعين بسبب مخالفة قانونية قامت بها أثناء عملها كناشطة اجتماعية، ويعرض دان أن يقوم برعاية الطفلين والتعرف عليهما خلال هذين الأسبوعين، وبالتأكيد هذه الحبكة المكررة عن علاقة شخص ناضج يعيش دون أسرة بأطفال صغار تكررت في العديد من الأفلام، ولم يعوض السيناريو الذي كتباه «ديفيد ديامون» و«ديفيد وايزمان» الفكرة التقليدية والمستهلكة بأي أفكار مبتكرة أو جديدة، وإنما استمر في نفس الاستظراف والنكات المستهلكة، والمشاهد المتوقعة وتصرفات الأطفال التي يمكن أن تكون كوكتيلا من جميع مشاهد الأفلام التي تناولت علاقة الأطفال الأشقياء بالكبار الوقورين، وتنتقل الأحداث من مقلب إلي آخر حتي تتحول الأحداث إلي فوضي شاملة حينما ينتقل السيناريو إلي معسكر الكشافة الذي يذهب إليه الطفلان بصحبة دان وشارلي، ولا يكف السيناريو عن ابتداع المقالب والمشاكل لدان وشارلي أو حتي سكرتيرهما المسكين الذي يقوم بدوره الممثل «سيث جرين» الذي ينتهي به المطاف في أحد المواقف في أحضان غوريلا، وهذا المشهد نموذج للنكات التي وضعها كاتبا السيناريو في الفيلم بلا فكرة أو حتي دافع للضحك، وسيناريو الفيلم وهو من السيناريوهات الكوميدية الهزيلة للغاية اعتمد علي الكثير من النكات المستهلكة والمواقف السخيفة التي قد تضحك بعض الأطفال ولكنها لا تتميز بأي روح فنية كوميدية، مشاهد مثل نسيان الفتاة روبن ويليامز في جهاز تسمير البشرة حتي يتفحم وجهه لأنها مشغولة بغزل ترافولتا لها، أو هلوسة ترافولتا وويليامز بسبب تبادلهما تعاطي دواء كل منهما عن طريق الخطأ، وقد حاول الفيلم استخدام موسيقي تصويرية وأغنيات معروفة كخلفية ساخرة لبعض المشاهد، وجميع هذه الأفكار التي تنتمي إلي عالم الكرتون لا علاقة لها بمسار الأحداث، ولا يمكن أن يكتبها أحد إلا وفي ذهنه المنافسة علي لقب أسوأ فيلم، وينافس الفيلم بشدة علي جوائز الأسوأ في كثير من العناصر من أهمها أداء الممثلين، «روبن ويليامز» عن هبوط مستوي أدائه عن المتوقع منه، و«جون ترافولتا» عن صعود مستوي أدائه إلي حد المبالغة والافتعال، وقد تكون هناك أفلام أسوأ من هذا الفيلم أنتجت هذا العام، ولكن وجود نجمين كبيرين علي رأس الفيلم، بالإضافة إلي اسم شركة والت ديزني التي أنتجت عديدا من الأفلام المهمة يجعل الأمر والفيلم مدهشاً.