برعايته، وتحت شعار "الوطن هو الإنسان"، افتتح د.عماد أبوغازي وزير الثقافة، والمهندس محمد أبوسعدة مدير صندوق التنمية الثقافية، وحسام نصار رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، أولى فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان «سماع الدولي للإنشاد والموسيقى الصوفية الروحية»، بمركز إبداع قبة الغوري بحضور الفنان انتصار عبد الفتاح رئيس المهرجان وصاحب الفكرة، وسفراء الدول المشاركة، وسط حضور جماهيري كبير. وصرح أبو غازي بأن اختيار مكان المهرجان مرتبط بمرحلة تاريخية مهمة في تاريخ مصر في العصور الوسطى. فقد كان جزءا من مجموعة أثرية مهمة نسبت للسلطان قنصوه الغوري في أواخر العصر المملوكي. حيث دفن فيه آخر سلاطين الدولة المصرية في عصر المماليك، عندما أمر السلطان سليم الأول بشنقه وتعليقه على باب زويله. وتم تجديد وترميم الأثر بعد ذلك حتى أصبح قصرا للثقافة في أواخر الثمانينيات، وتحول بعد ذلك إلى مركز ثقافي تراثي بدأ فيه مشروع التنورة حتى أصبح اليوم موقعا ثقافيا للتجارب الإبداعية، مضيفاً أن شهر رمضان يعد مناسبا لفن الإنشاد الديني والذي يدعو إلى التسامح والمحبة بين البشر. وأشار أبو غازي إلى شكل الخريطة الثقافية في مصر بعد الثورة، متمنياً نجاح المرحلة الانتقالية الراهنة إلى أن تتم الانتخابات ويصاغ دستور جديد وتوضع أسس لديقراطية العمل الثقافي في مصر كلها، وقواعد وأسس لاحترام حرية الرأي والإبداع والفكرة والتعبير، وقواعد وأسس للإدارة الديمقراطية داخل المؤسسات الثقافية وأسس لاحترام الاختلاف الثقافي داخل الجماعة الثقافية المصرية. وأضاف أنه فيما يتعلق بتوجهنا الثقافي الخارجي، فنحن نحمل رسالة ثقافية موجهة للعالم نمد من خلالها أيدينا لنقدم ثقافتنا ونستقبل ثقافات العالم كلها على أرض مصر، فتلك هي الرسائل التي نريد أن تصل للعالم بأجمعه، بالإضافة للقواعد والأسس التي يحاول أن نصنعها للمرحلة الانتقالية والهامة في تاريخ مصر. واختتم أبو غازي كلمته قائلا: في النهاية لا بد من خلال عملنا أن نصنع ثورتنا ونسعى لتحقيق أهدافها لتحقيق العدالة الأاجتماعية والكرامة الإنسانية والحرية الإبداعية، وفي نفس الوقت نصنع ثقافتنا ونشيد بلدنا. يكرم المهرجان هذا العام اسم الراحل الشيخ علي محمود إمام المنشدين الذي وُلد عام 1887 وتوفي 1946 وهو من الرواد الأوائل لفن السماع، ويعتبر أسطورة الإنشاد الصوفي، كما يكرم المهرجان المعلم إبراهيم عياد مرتل الكاتدرائية الكبري والشماس الخاص لقداسة البابا شنودة الثالث، وتعلم على يديه العديد من المرتلين والشمامسة، وساعد على الحفاظ على التراث الغنائي القبطي.