الثورة هى حدث استثنائي وفعل غير منضبط شأنها شأن البراكين بمعنى أنه لا يمكن لأي شخص أن يتنبأ بمنتج الثورة أو يوجهها كما يريد فالثورة المصرية تتشكل الآن ونحن طباخوها فالبعض قد يضع السم أو التراب أو الفلفل وهناك من سيمنع وضع السم ، بهذه الكلمات بدأ "معتز بالله عبد الفتاح"- أستاذ العلوم السياسية و المستشار السياسي لرئيس الوزراء- حديثه خلال اللقاء الشهري لحزب الوسط مساء -الاحد - بحضور "أبو العلا ماضي"- رئيس الحزب- و"عصام سلطان"- نائبه-. أشار "عبد الفتاح" إلى أن هناك عدة تناقضات تواجهنا الآن، أولها تناقض المساحة الزمنية فى الفترة الانتقالية ، لافتا إلى أنه كان مع سيناريو تقصير الفترة الانتقالية وأنه قال "نعم "فى الاستفتاء أملا في أن يكون لدينا الآن انتخابات برلمانية ورئاسية مستطردا :"ولكن من الواضح أن المجلس العسكري حاول أن يوفق بين اعتراضين فسار مع نعم ولكن مع تعديل بعض المواد فى الدستور ليكون هو من وضعه لا الرئيس القادم وأنا لم أكن سعيدا بذلك ولكن تفهمت أن المجلس العسكري لا يريد أن يقف فى موقف من يناصر جبهة ضد أخرى". وضح معتز قائلا:"تناقض أخر يتمثل فى التعدد الحزبي والفلتان الحزبي فهناك تعارض واضح بين الرغبة فى أن يوجد أكبر عدد من الأحزاب لتمثيل مصالح أكبر عدد من المواطنين، وبين الخوف أن ننتهي إلى فوضى حزبية نتيجة ارتباط الأحزاب بالأشخاص أكثر من ارتباطها بالمصالح، فالانتخابات القادمة ستشهد عددا مهولا من الاحزاب وستتحول المسألة من قائمة حزبية إلى قوائم على النظام الفردي"، واصفا البرلمان القادم بأنه سيكون متشرذم للغاية ،50%عمال وفلاحون على الأقل تجعل البرلمان القادم يغلب عليه العمال والفلاحون فيجب إعادة النظر فى قانوني مجلس العشب والشورى. وعن معضلة الاستيعاب والاستبعاد لأعضاء الحزب –وفق وصفه – لفت عبد الفتاح إلى أنه ليس مع فكرة الاقصاء ،فلا شك أن الحزب الوطني لا يحمل أي منا ذكرى طيبة عنه ولكن لا يجب أن نقصي 3 مليون تقريبا من الحياة السياسية ،مضيفا أنه يرفض أن يحل الحزب بقرار تنفيذي ، قائلا:" لا نريد أن يتحول لجماعة محظورة تكون أنصارا لها ،بل يخوض الانتخابات ويكشف لنا عن قوته ". كما أبدى عبد الفتاح قلقه على حقوق من يطلق عليهم العلمانيون -على حد قوله- قائلا :"أستطيع أن أموت دفاعا عن حقهم فى التواجد فلنعتبرهم كما قال سقراط عن نفسه ذبابة أثينا ،فنحن بحاجة لمن يقدم لنا وجهة نظر متعارضة فما تخلف المسلمون إلا بعد التعامل مع كل رأى معارض على أنه فتنة". وعن أداء المجلس العسكري وحكومة شرف، أوضح عبد الفتاح أن المجلس تبني الثورة منذ يوم 3 فبراير وفكرة التفويض وضعت المجلس أمام استحقاق فى اعتقاده لم يكن مستعدا له ،مضيفا أن أداء المجلس على المستوى الأمنى جيد ولكن ليس كل تدخلاته فى الحكومة سليمة لافتا إلى أنه لديه معلومات بأن المجلس العسكري كان لديه خطة لتحرك مشابه مرتبط بترشح جمال مبارك ،والقوات المسلحة مستعدة للتدخل بنفس الطريقة لدعم مطالب الشعب المصري. وحول الارتباك الذى شاب أداء حكومة الدكتور شرف قال عبد الفتاح أن أداء الحكومة هو أداء من دخل لموقع السلطة واكتشف أنها قنبلة ستنفجر فى وجهه وبالفعل انفجرت ،وأن كان هناك ارتباكا فى المرحلة الأولى فهو منطقي ،ولكن التشكيل الحكومي الجديد أفضل كثيرا من السابق. وبسؤاله أن كانت فكرة المبادىء الحاكمة التى طرحها المجلس العسكري تتوافق مع احترام الدستور أم إخلال به وصفه عبد الفتاح بالسؤال الصعب ورأى أنه علينا من الآن حتى تتشكل لجنة المائة التي يعهد إليها بصياغة الدستور علينا أن نجمع النقاط المشتركة بين الجماعة الوطنية المصرية ،قائلا:"فالخلاف بين القوى السياسية هو خلاف على الدستور سيكون برعاية من؟".