اقتحمت قوات الأمن السورية، مدعومة بالدبابات والجرافات، مدينة "دير الزور"، فجر الأحد، وفق ما نقل شهود عيان، تزامناً مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، للرئيس السوري، بشار الأسد، بالكف "فوراً" عن استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين المشاركين في احتجاجات سلمية مناهضة للنظام التي تجتاح البلاد منذ عدة أشهر. وقال شاهد عيان إن السكان تحصنوا بنصب المتاريس وسدوا الطرقات بالصخور لمنع تقدم الجنود و"الشبيحة" إلى داخل المدينة، التي تم اقتحامها من جهتي الشمال والغرب. وسمعت أصوات انفجارات عالية تدوي في بعض ضواحي المدينة بعد اقتحامها من قبل القوات الحكومية، بحسب المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه. وذكر بعض الناشطون أن حصيلة القتلى فى منطقة الزورة فى بلدة دير الزور قد وصلت اليوم إلى 20 شهيدا. وقد قامت قوات الأمن المدعومة بالدبابات بقتل 4 وجرحت 7 آخرين في هجوم شنته الأحد على بلدة الحولة في محافظة حمص وسط البلاد. وفي الغضون، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، في مكالمة هاتفية مع الأسد، عن "قلقه البالغ وكذلك الأسرة الدولية حيال الوضع وتصاعد العنف وأعداد القتلى" في سوريا خلال الأيام القليلة الماضية. وطالب كي مون الرئيس السوري بوقف نشر الجيش والكف عن استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين فوراً. وكانت مجموعة من خبراء الأممالمتحدة في شؤون حقوق الإنسان، حذروا الجمعة، ووفق ما نقلت المنظمة الأممية على موقعها الإلكتروني، من خطورة حملات القمع العسكرية التي تتواصل في سوريا بلا هوادة، وأكدوا مجددا دعوتهم لضرورة الوقف الفوري لاستراتيجية العنف التي اعتمدتها الحكومة لقمع الاحتجاجات المناهضة لها. والسبت، قال ناشطون وشهود عيان، إن قوات الأمن السورية قتلت العشرات، أثناء حملة عسكرية دموية ضد متظاهرين مناهضين للنظام في "حماة"، المدينة التي تتعرض لعمليات عسكرية متواصلة، وأسفرت عن مقتل قرابة 300 شخص، خلال ستة أيام. وقدر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن أكثر من ألفين شخص، معظمهم من المتظاهرين، قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية منذ قرابة خمسة أشهر، بينما يزعم النظام أن عصابات مسلحة تقف وراء موجة العنف. ويشار إلى أن لا يمكنها التأكد بشكل مستقل ومنفصل من هذه الأرقام وعلى صعيد مواز، أعلنت السلطات السورية، الأحد، ضبط شاحنة، تحمل لوحة لبنانية، في معبر "الدبوسية" مع لبنان، أثناء محاولة تهريب كمية كبيرة من الذخائر والأسلحة. وقال مجدي الحكمية، مدير جمارك حمص في تصريح، نقلته وكالة الأنباء الرسمية - سانا - إن الأسلحة تتضمن 248 قطعة سلاح، منها قناصات متطورة جدا وبنادق بومبكشن وكميات كبيرة من الذخائر والمعاجين التي تستخدم في صناعة المتفجرات، طبقاً للمصدر. وكانت الدول الخليجية قد أعربت في أول تعليق لها على دوامة العنف المتصاعدة في سوريا عن "أسفها وقلقها البالغ" بشأن العنف واستخدام القوة المفرطة في سورية. ودعا بيان أصدره مجلس التعاون الخليجي "إلى وضع حد فوري للعنف وإراقة الدماء في سورية." فيما أعلنت تركيا على لسان رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان أن وزير خارجيته احمد داود اوغلو سيزور سوريا الثلاثاء لتسليم رسالة تركيا إلى النظام في دمشق. وأضاف ان تركيا لا تستطيع "البقاء متفرجة" على الأحداث الجارية في بلد تجمعها به "حدود طولها 850 كم وروابط تاريخية وثقافية وعائلية". وأضافوا إن سكان المدينة لم يتمكنوا من الفرار منها لأن "القوات كانت موجودة في كل مكان ولأن بعض الجنود قد انشقوا بدل إطلاق النار على الناس". اضغط لمشاهدة الفيديو: