مشهد درامى تاريخى لا ينسى نقله التليفزيون المصرى لفضائيات العالم .. الرئيس المخلوع حسنى مبارك يدخل على سرير طبى الى قفص المتهمين بصحبة نجليه علاء وجمال ووزير داخليته الأسبق وعدد من قيادات الشرطة المتهمين بقتل المتظاهرين، وبقدر هذا المشهد الدرامى جائت استعدادات وتغطية الفضائيات للحدث، فى اليوم السابق للمحاكمة قدمت قناة النيل للأخبار برومو نقل المحاكمة فى شكل تشويقى ينافس بروموهات مسلسلات رمضان ، أكدت القناة انفراد التليفزيون المصرى الرسمى بنقل المحاكمة، نفس الشىء فعلته قناة سى بى سى التى عرضت مساء الثلاثاء برومو عن المحاكمة ينافس فى جاذبيته بروموهات مسلسلات رمضان الهامة، تغطية قناة سى بى سى قدمتها الاعلامية لميس الحديدى بصحبة عدد من خبراء القانونيين، ودافع الخبير الاعلامى ياسر عبد العزيز على القناة الاولى المصرية عن احتكار التليفزيون الرسمى بث المحاكمة على اعتباره التليفزيون الرسمى هو التليفزيون الوطنى، وحرصاً على عدم تحويل المحاكمة الى مباراة كرة قدم تتهافت عليها الفضائيات، وبدا مذيعو القنوات المصرية فى حالة ارتباك وهم ينقلون وقائع دخول مبارك قفص الاتهام، ووصف مذيع القناة الأولى مبارك بانه "الرئيس المتخلي إن صح التعبير". تعاملت الفضائيات مع محاكمة مبارك كانها عمل درامى يحمل كل عناصر التشويق والغموض، قبل بداية موعد المحاكمة نافست برامج التوك شو مسلسلات رمضان فى العرض لسيناريوهات مثيرة مُتخيلة للمحاكمة، سيناريو أن الرئيس سيحضر المحاكمة بنفسه، وسيناريو غيابه لأسباب طبية، وتختلط السيناريوهات بالتحليلات وتزداد الاثارة مع اشاعات مبكرة عن دخول الرئيس فى غيبوبة واحتضاره، ثم خروج وزير الصحة على القنوات الفضائية يعلن أن صحة الرئيس تسمح بنقله للقاهرة، وكعادة الدراما المصرية تمر الأحداث بطيئة، كل الفضائيات المصرية تتكلم ولا يحدث شىء فعلى، ثم يعلن التليفزيون المصرى الرسمى صباحاً عن وصول الطائرة العسكرية التى ستقوم بنقل مبارك الى مطار شرم الشيخ قبل انتصاف ليل الأربعاء، وقبل ظهور مبارك بشخصه فى قفص الاتهام كان أنصاره يرفعون صوره، والثوار يرفعون أحذيتهم وهتافاتهم أمام الصور واللافتات، وبعد قليل تحول الأمر الى معركة قذف بالحجارة نقلتها قنوات العالم التى قطعت ارسالها لتغطية تلك الاشتباكات، وبدأت قناة النيل نقل وقائع المحاكمة من خلال مذيعتين اتخذا أسلوب الرأى والرأى الأخر، الأولى تتحدث عن الشعب المصرى العاطفى الذى لابد سيشعر بالاشفاق على وجود الرئيس العجوز المريض فى القفص، والأخرى تتحدث عن ضرورة الالتزام بالقانون مهما كانت ظروف المتهم، مذيع أخر بنفس القناة أخذ يتساءل أين القتلة الحقيقيون الذين ضغطوا على الزناد واطلقوا النار على المتظاهرين؟ وتساءل أيضاً ألا يمكن أن يكون هؤلاء أطلقوا النار بمبادرة شخصية منهم ودون أى أوامر؟ وحرص مذيعو قنوات التليفزيون المصرى الرسمى على الاشادة بالمجلس العسكرى الذى حمى الثورة وجلب مبارك للمحاكمة. قناة التحرير قدمت تغطية مبكرة استقبل خلالها الاعلامى خالد داوود مداخلات لأسر الشهداء الذين عبروا عن رغبتهم فى أن يحقق لهم القضاء العادل القصاص من مبارك حيث أجمعوا على مسئوليته عن كل شهيد قتل أو معاق اصيب، وقالت أم أحد الشهداء لا يستطيع شخص اطلاق النار الا بأمر منه، عدد كبير من القنوات المصرية الخاصة حرصت على نقل تفاصيل جلسة المحاكمة. القنوات العالمية مثل السي ان ان و البي بي سي و الايه بي سي قامت أيضاً بتغطية المحاكمة بصورة مباشرة وترجمت جميع ماقيل، وقالت السى ان ان تعليقاً على المحاكمة: "حقاً فعلها المصريين".