توزيع أدوار ما بين القتال وإعداد طعام الإفطار، ذلك هو الشعار اليومي الذي بات يرفعه الناس في ليبيا بشهر رمضان سواء كانوا من الثوار أو كتائب القذافي. فالكل مصر على استمرار العمليات العسكرية خلال شهر الصيام، خاصة بعدما أصر سيف الإسلام نجل العقيد الليبي معمر القذافي على أن قواته لن تترك القتال حتى تحرر كل ليبيا على حد وصفه. حيث قال في مؤتمر صحفي بثه التليفزيون الليبي إن الحرب مستمرة حتى عودة النازحون إلى مساكنهم وتحرير بنغازي التي يسيطر عليها الثوار، وأنه قواتهم لن تتخلى عن القتال حتى لو أوقف حلف شمال الأطلسي هجماته. ورغم تقدم الثوار نحو مقر إقامته إلا أن القذافي أبى أن يمر رمضان دون أن يكون هناك ما يسري عنه، ويسليه في ساعات الصيام الطويلة. فقد أعلنت عدد من عارضات الأزياء الإيطاليات زيارتهن للعاصمة الليبية طرابلس لدعم ومؤازرة العقيد الليبي، حيث حلت ثلاثة حسناوات أوروبيات في فندق إقامة الصحفيين، حيث قالت إحداهن لقناة فوكس نيوز "كما أتينا في أوقات سابقة لليبيا كنا نريد أن نأتي مرة أخرى في تلك اللحظات الحرجة ونقف بجوار هذا النظام". كما أن دعم العقيد الليبي لم يتوقف عند الحسناوات الإيطاليات بل وصل إلى الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز، الذي أعلن رفضه الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، مشيراً لأنهم دمروا وانتهكوا أساس القانون الدولي، ثم خرج في كلمة تليفزيونية قائلاً "يعيش معمر القذافي". وهو ما دفع الخارجية الأمريكية لأن تطالب الزعيم الفنزويلي على أن يستخدم علاقته الطيبة مع العقيد الليبي بأن يحثه على التنحي على السلطة وأن يبدأ في عملية انتقالية نحو الديمقراطية في ليبيا. كل هذا يجعل المساعي لإيجاد حل سلمي للصراع في ليبيا أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً رغم إعلان خالد الكعيم نائب وزير الخارجية الليبي إلى وجود اتصالات جديدة بين الحكومة الليبية ومحمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي.