قد يكون من قبيل الصدفة أن تتفق حركة التنقلات التى أجراها اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية والتى شملت 4000 ضابط أنهت منهم خدمة 505 لواءات شرطة و82 عميدا مع الهدف الأول لضباط الإئتلاف وهو تطهير الداخلية من القيادات التى كانت تعمل تحت عباءة حبيب العادلى الوزير السابق فى ظل النظام البائد والتى سبق ووصفها ضباط الإئتلاف بأنها أعظم حركة فى تارخ الداخلية. ولكن ليس من قبيل الصدفة أن يستجيب العيسوى للهدف الثانى للإئتلاف وهو رفع المستوى التدريبى لإعادة بناء رجال الشرطة بما يحقق الأمان للمواطن وإنما يبدو أنها استجابة لهدفين تمهيدا لتحقيق الهدف الثالث وهو وضع خطة أمنية جديدة تتناسب مع حركة التنقلات التى أجراها الوزير. قال المقدم ياسر أبو المجد عضو "الإئتلاف العام لضباط الشرطة" ل"الدستور الأصلي" أنهم سبق وتقدموا للعيسوى بخطة لإصلاح الداخلية وتقوم على ثلاثة محاور تم مناقشتهم مؤكدا أنه منذ نشأة الإئتلاف وهو يطالب بتنفيذ تلك المحاور والتى يأتى فى مقدمتها تطهير الوزارة من القيادات الأمنية التى كانت سببا فى هزيمة الشرطة فى 28 يناير الماضى والتى كانت تعمل تحت عباءة العادلى. أضاف أبو المجد أن المحور الثانى لإئتلاف ضباط الشرطة هو إعادة بناء رجل الأمن ضباطا وأفرادا وذلك عن طريق رفع المستوى التدريبى واستقدام الخبرات وإرسال البعثات وذلك حتى تتناسب مع مطالب الثورة وتحقيق مستوى راقى من التعامل بين ضابط الشرطة والمواطن فى ظل احترام القانون. أما عن المحور الثالث أكد أبو المجد إلى ضرورة وضع خطة استراتيجية أمنية على مرحلتين المرحلة الأولى عاجلة وهى القضاء على ظاهرة البلطجة والتجسس والمرحلة الثانية أجلة وذلك بتطبيق منظومة أمنية عصرية تقوم على نظام الكيف وليس الكم مشيرا إلى أنهم قدموا مثال واضح عنها وهو ضبط شبكة من الموساد قامت باغتيال المبحوح فى أحد فنادق دبى عن طريق كاميرا صغيرة قامت بتسجيل كل التحركات. كان العيسوى قد كلف أمس قطاعات الوزارة المعنية بسرعة الإنتهاء من منظومة التدريب الجديدة بما يتضمنه من مواد وبرامج تدريبية تتواكب مع أهداف ومبادئ الثورة ومتطلبات إعداد رجل شرطة عصرى يؤمن بأهمية احترام سيادة القانون وحماية حقوق الإنسان وهو ما يعتبر تحقيقا للمحور الثانى للإئتلاف.