وجه الزعيم الليبي معمر القذافي رسالة صوتية بثتها وسائل الإعلام الرسمية إلى الشعب المصري في الذكرى 59 لثورة يوليو، وأشاد القذافي في كلمته بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ووصفه بأنه كان يمتلك " شخصية قوية ورؤية واضحة إضافة إلى حب الشعوب له". وانتقد في الوقت ذاته الانتفاضة الشعبية التي أجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على ترك السلطة في شهر فبراير الماضي، وتساءل القذافي عن قيمة الحركات الشعبية في مصر وفي تونس وعن سبب قيام المصريين بهذه الثورة، وأضاف متسائلا "ماذا أنجزت تونس ومصر بهاتين الثورتين؟ هل هو استبدال نظام حكم باخر"، وتابع قائلا " بعد أن نهبوا ودمروا البلد يريدون رئيسا جديدا". ودافع القذافي عن مبارك الذي يتلقى العلاج في مستشفى شرم الشيخ الدولي منذ ابريل الماضي ومن المقرر ان يمثل أمام المحكمة الشهر المقبل، وأشار القذافي إلى "أن المصريين تعجلوا في الإطاحة به دون بديل واضح"، وقال القذافي إنه يجب تكريم مبارك وأضاف أنه كان من الأفضل لو ظل مبارك رئيسا لمصر. واتهم الزعيم الليبي جامعة الدول العربية وأمينها العام السابق عمرو موسى بالعمل لصالح دولة قطر، وقال القذافي " إنه إذا فاز عمرو موسى في انتخابات الرئاسة في مصر فذلك يعني أنه يعمل موظفا لدى دولة قطر"، متهما حاكم قطر بأنه "أخبر موسى بأنه سيدعمه ويمول حملته الانتخابية وفي المقابل يتم تجميد عضوية ليبيا وطردها من الجامعة العربية والسماح لحلف الناتو بتدميرها" على حد قوله. من ناحية أخرى كثف الحلف الأطلسي غاراته على طرابلس وعلى مقر القذافي بشكل خاص، حيث هزت انفجارات عنيفة في ساعات مبكرة من اليوم الأحد وسط العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها الشرقية، وذلك غداة غارات لحلف شمال الأطلسي في المنطقة نفسها. حيث سمع دوي انفجارين في محيط مقر إقامة العقيد معمر القذافي وسط طرابلس، تلتهما انفجارات أخرى في الضواحي الواقعة في شرق وجنوب شرق العاصمة، وعلى الإثر شوهدت أعمدة الدخان ترتفع من باب العزيزية، مقر الزعيم الليبي والذي استهدفته غارات للحلف الأطلسي السبت. من جهته، قال التلفزيون الليبي في خبر عاجل "تتعرض منطقة عين زارة (الضاحية الشرقية للعاصمة) الآن لقصف استعماري صليبي"، وهي العبارة التي يستخدمها النظام لوصف الحلف الأطلسي. وكان قد سمع السبت دوى انفجارين مماثلين في المنطقة نفسها والتي استهدفتها حتى الآن عشرات الغارات منذ بدء العملية العسكرية الدولية في ليبيا، وأكد الحلف الأطلسي السبت أنه شن سبع غارات على طرابلس، استهدفت جميعها منطقة واحدة، وأسفرت بحسب الحلف عن إصابة مركز قيادة وسيطرة.