حاولت مجموعة من المتظاهرين المؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد اليوم -الإثنين- اقتحام مجمعي السفارتين الأمريكية والفرنسية في دمشق، بحسب مسؤولين في البلدين. حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، رومان نادال، أن المتظاهرين المؤيدين للحكومة السورية والرئيس بشار الأسد، حاولوا اقتحام مقر السفارة بدمشق، وأكد نادال أن المحاولة انتهت، غير أنه نفى إطلاق نار على المتظاهرين من قبل حراس السفارة. من جهته، أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية الإثنين، أن متظاهرين مؤيدين للأسد تسلقوا سور السفارة الأمريكية، غير أنهم لم يقتحموا المقر، موضحاً أن الحكومة السورية تمكنت من تفريق المتظاهرين. وأصيب مبنى السفارة بأضرار خصوصا اللافتة التي تدل على مبنى السفارة، غير أنه لم يصب أي شخص بأذى، غير أن الحكومة السورية تباطأت في فرض إجراءات أمنية إضافية. ويأتي هذا التطور بعد يوم على هجوم السفير الأمريكي في دمشق، روبرت فورد، على الحكومة السورية لسماحها لمتظاهرين معادين للولايات المتحدة بالتظاهر بحرية بينما تهاجم عناصرها الأمنية المتظاهرين السلميين في أماكن أخرى. وقال السفير الأمريكي في صفحة السفارة الأمريكية في دمشق على فيسبوك: "احتج المتظاهرون الذين احتشدوا خارج السفارة على سياسة الولاياتالمتحدة تجاه سوريا وعلى زيارتي لمدينة حماة". وأضاف فورد: "كما قلت سابقاً، نحن نحترم حقوق كافة السوريين وحقوق الناس في كافة البلدان الأخرى في التعبير عن آرائهم بحرية وفي مناخ من الاحترام المتبادل. تمنينا لو تصرفت الحكومة السورية بالمثل وتوقفت عن إطلاق النار على المتظاهرين السلميين". وقال أيضاَ: "لم أشاهد حتى الآن شرطياً واحداً يسيء إلى مظاهرات "منحبك". وهذا يسعدني، فأنا أرغب بأن يتمتع جميع السوريين بحق التظاهر السلمي"، وتابع قائلاً: "في التاسع من يوليو، قامت إحدى مظاهرات (منحبك) بإلقاء الحجارة على مبنى سفارتنا، متسببين ببعض الأضرار. ولجئوا إلى العنف، بعكس أهالي مدينة حماة، الذين ظلوا مسالمين". وكانت أعمال اللقاء التشاوري للحوار الوطني في العاصمة السوريا قد انطلقت في العاصمة السوريا دمشق أمس الأحد، في مسعى لتهدئة الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد والمستمرة منذ أشهر. ويرعى فاروق الشرع نائب الرئيس السوري الحوار الذي يستمر يومين، والذي يجمع ممثلين عن حزب البعث الحاكم ونشطاء من المعارضة بينهم أكاديميون، وممثلون للشباب، و يبحث الجانبان إمكانية إدخال نظام التعددية الحزبية في سوريا. وكان عدد من شخصيات المعارضة أعلن مقاطعته للقاء مع استمرار الحملات الأمنية في عدة مناطق من البلاد، وأعرب الشرع في كلمته الافتتاحية عن أمله في أن يفضي اللقاء إلى "مؤتمر شامل" ومن ثم إلى "دولة متعددة سياسيا". وأضاف الشرع أن "هذا الحوار لا ينطلق في أجواء مريحة سواء في الداخل أو الخارج فالتحول في مسار القوانين والانتقال إلى واقع آخر لا يمكن ان يمر بسلاسة وبدون عقبات طبيعية ام مفتعلة". ودعا أطراف المعارضة إلى اللحاق بالحوار، مضيفا أن "اللاحوار لا أفق سياسي له، اللاحوار فكرة عبثية"، وتابع قائلا "الحوار الوطني هو الأكثر انسجاما مع تاريخ سوريا وحضارتها"، لكنه دعا كذلك إلى وقف التظاهر، مضيفا "فالتظاهر غير المرخص يؤدي إلى عنف غير مبرر". وقال "إن سوريا التي ستطبق فيها الإصلاحات ستكون خالية من الأحقاد التي يريد البعض في الداخل والخارج إيقاظها". وأعلن عن صدور قرار بمنع وضع عقبات "غير قانونية" تعرقل سفر المعارضين السياسيين من وإلى سوريا.