بعد ثلاث هجمات متتالية ناجحة وواحدة فاشلة لم تنجح لا زال خط تصدير الغاز لاسرائيل والأردن بسيناء خارج السيطرة الأمنية نتيجة مرور الخط وسط أراضي جبلية لمسافات طويلة بعضها خالية تماما من السكان. حتى الآن وحسب المصادر الأمنية لا توجد خطة أمنية يمكن من خلالها منع الهجمات الإرهابية على بعض محطات توزيع الغاز والمحابس التي تنتشر بسيناء بسبب طول الخط ووقوع أجزاء منه في مناطق تصعب السيطرة عليها. السيطرة الأمنية للشرطة داخل سيناء عندما تم إنشاء الخط في النظام السابق كانت تفرض حماية على هذا الخط ، ولم يضع حسين سالم في ترتيباته أي خطط أمنية أخرى بديلة لأنه لم يكن يتوقع مطلقا سقوط النظام السابق. البدو هم الآن السلطة الوحيدة بسيناء التي يمكنها الحفاظ على خط الغاز الطبيعي وحمايته من الهجمات، وبالفعل تتوالى بعض القبائل حماية أجزاء من هذا الخط وترفض تماما المساس به على اعتبار أن ما يتم هو من الأعمال الإرهابية. البدو لديهم خبرة كبيرة في الدروب الصحراوية والجبلية، كما أنه لا يمكن لأحد وفق القانوني العرفي أن يعتدي على أراضي قبيلة أخرى ويقوم بأي عمل غير شرعي. أجهزة الأمن في سيناء لا زالت تطارد المجهولين، ولا يوجد خط واحد حتى الآن يشير إلى هوية المنفذين الذين يتم وصفهم بالمجهولين. شهادات الشهود التي أدلوا بها أمام النيابة العامة بإشراف المستشار عبد الناصر التايب المحامي العام لنيابات شمال سيناء لم تشير إلى أي خيوط جديدة قد تفيد في تحديد هوية المجهولين. وجاءت أقوال شهود العيان بالمنطقة مطابقة مع معاينة النيابة والتي أكدت أن عبوتين ناسفتين وضعتا أسفل المحابس الرئيسية لمحطة الغاز، وأن الجناة قاموا بتفجيرهما عن بعد إلا أن أحداهما لم تنفجر. وتم استدعاء خبير المفرقعات لإزالة العبوة التي لم تنفجر، وكذا لتحديد المادة المستخدمة في التفجير ونوعيتها ودرجة الانفجار . وكان تفجيرا قد وقع في محبس خط الغاز بقرية النجاح التابعة لمدينة بئر العبد بسيناء أمس الإثنين مما تسبب في توقف ضخ الغاز إلى الأردن وإسرائيل ونحو 2500 منزل بالعريش ومصانع منطقة الصناعات الصغيرة بوسط سيناء.