«لا يمكن أن أكتب بالعامية ولا أدري ما الذي يرغم كاتب علي هذا اللون من الكتابة الذي يحدد الجمهور ويغفل القراء في الدول العربية الذين لا يفهمون العامية». هكذا تحدث الروائي الكبير «بهاء طاهر» في شهادته التي قدمها أمس الأول بمعرض الكتاب، واعتبر «طاهر» أن نجاح «نجيب محفوظ» وشهرته الكبيرة يرجع إلي ذكائه عندما اختار أن يكتب بالفصحي، وهذا ما جعل أعماله مقروءة في جميع أنحاء الوطن العربي، وأكد أن الجيل الجديد ليس أسعد حظاً من سابقيه، فيما يتعلق بنشر إبداعهم لأنهم يقومون بدفع أموال كبيرة لدور النشر لطباعة أعمالهم. الحنين إلي الشباب كان المحور الرئيسي الذي اختاره «طاهر» للتحدث عن بداياته الأدبية، التي كان يعي فيها أن التاريخ هو الذي يشكل رؤية الكاتب، ففي مدرسة السعيدية الثانوية كان يرأس الجمعية التاريخية وهو طالب بها، وعندما كان يسأله أحد ما طموحك في المستقبل كان يرد بثقة: «أريد أن أدرس التاريخ»، وهذا ما جعله يلتحق بكلية الآداب قسم التاريخ، ولم تكن الكلية فقط لتخريج المدرسين بل كانت أشبه بتجمع ثقافي ضخم، وقال «طاهر» إن مصاريف الكلية لم تكن باهظة بالمقارنة بهذا العصر، فقد كان دخول الجامعة مجاناً لمن ينجح في امتحان «المسابقة»، وبالفعل اجتاز الامتحان والتحق بالجامعة في العام الذي قامت فيه الثورة، التي وصفها بأنها أحدثت انقلاباً بين أبناء جيله لأن مشاعرهم تجاهها كانت مشاعر ممتزجة بين «الحب والكراهية»، فرغم الفرح الكبير الذي شعروا به عند قيامها فإنه لم يكن مسموحاً القيام بالمظاهرات بعد الثورة أو انتقاد أي مسئول، رغم أن الملكية كانت تسمح بقيام المظاهرات والهتاف ضد الملك ورئيس الوزراء، ومن أقدم علي التظاهر بعد الثورة تعرض لأنواع من العذاب لم يكن مسموعاً بها من قبل. واعتبر «طاهر» أن هذه الحيرة والمشاعر المتناقضة مع الثورة انعكست بشكل كبير علي كتابات جيله علي العكس من جيل «يوسف إدريس» و«نجيب محفوظ» الذين حفلت كتاباتهم بمشكلات المجتمع الطبقية، فكان إبداعهم يحفل بالبطل الذي يظل يقاوم الفارق الطبقي حتي ينجح ويُغير المجتمع. وأكد «حلمي النمنم» نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب أن الهيئة ستمد المعرض يومياً بعدد كبير من الأعمال الكاملة لديستوفسكي، مؤكداً أن المطبعة حالياً تقوم بطباعة الأجزاء «1 إلي 4» من المجلدات الكاملة وستقوم بطرح طبعة جديدة لهم والبالغ عددها 10 آلاف نسخة. فيما أكدت مصادر مطلعة أن الهيئة العامة للكتاب خصصت 500 ألف نسخة من أعمال ديستوفسكي لمد جناحها يومياً بالدورة الحالية بعد الأقبال الجماهيري عليها. وشهدت مؤسسات النشر الحكومية إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور الذي توافد علي المركز القومي للترجمة والهيئة العامة لقصور الثقافة، نظراً لانخفاض أسعار الكتب التي تطرحها بأجنحتها، فيما قل الإقبال علي دور النشر الخاصة نظراً لارتفاع أسعارها، وهذا ما أكده أحد الناشرين أنه يرجع إلي الأزمة الاقتصادية التي لا تجعل المواطن العادي قادراً علي شراء كتاب يتخطي سعره عشرين جنيهاً.