علاء الأسواني: لا يمكن الوثوق بالإخوان.. والعريان: لم نعد جماعة معارضة محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بعد أن نجحت ثورة 25 يناير في إسقاط حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وإنهاء حكم سلطوي دام ثلاثة عقود، حاولت جماعة الإخوان المسلمين إقناع العالم بأنها ليست القوة الراديكالية التي تسعى لجر مصر إلى الماضي، لكن هذه محاولاتها ليست كافية حتى الآن على ما يبدو لإنهاء المخاوف في الداخل والخارج على حد سواء من الجماعة التي دأب مبارك على تصويرها كفزاعة، بحسب مجلة تايم الأمريكية. القيادي بالجماعة عصام العريان لا يجد إجابة على سؤال للمجلة حول ما يمكن أن يفعله الإخوان للتخلص من هذه الفزاعة، ويعدد "المبادرات التصالحية" التي قدمتها مثل إعلانها عدم خوض انتخابات الرئاسة وشطب عضوية القيادي السابق عبد المنعم أبو الفتوح من عضويتها عندما أعلن ترشحه للرئاسة بالمخالفة لسياستها، إضافة إلى إعلان الجماعة عدم سعيها للحصول على أغلبية المقاعد في البرلمان القادم. كذلك أعلن الإخوان أنهم سيشاركون في الانتخابات ضمن ائتلاف يضم أحزابا تمثل علمانيين وأقباط ويساريين، وأكدوا أنهم لن يسعوا لأن يكون لهم الصوت الغالب في أي عملية لإصلاح الدستور بعد الانتخابات، بل يريدون أن ينظر إليهم الناس كحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، كحزب "إسلامي لايت". المجلة الأمريكية تصف هذه الخطوات بأنها "تنازلات ضخمة"، لكن الليبراليين المصريين ومعظم المعلقين الغربيين ليسوا متأكدين من أنهم يمكنهم أن يثقوا بالإخوان. ويقول الروائي الليبرالي البارز علاء الأسواني: "لا يمكن الثقة بهم (الإخوان)..سيقولون أي شئ ويعقدون أي صفقات تمكنهم من السلطة. لكن في النهاية، هم لا يرون اختلافا بين مصالح البلد ومصالحهم هم". ويتخوف مراقبون آخرون رفضوا الكشف عن أسمائهم عن علاقات الإخوان بالجماعات الوهابية في السعودية، غير أنه ليس لديهم ما يثبت وجود نفوذ أو دعم مالي خارجي يحصل عليه الإخوان. ومثل هذه المخاوف تدفع بالليبراليين إلى المطالبة بأن تجرى أي تغييرات في الدستور قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، حتى وإن كانت غالبية المصريين صوتت في مارس الماضي على تكليف البرلمان المنتخب بكتابة الدستور الجديد. الانتقادات تأتي من داخل الجماعة أيضا، فشباب الإخوان يخشون من أن قيادة الجماعة مفتقدة للتواصل مع طموحات المصريين البسطاء. وتنقل تايم عن إسلام لطفي، من شباب الإخوان قوله إن حكماء الجماعة كانوا حذرين للغاية عندما اندلعت الثورة وانتظروا طويلا جدا لدعم المحتجين في ميدان التحرير. "كانوا قلقين على مصالح الإخوان في الوقت الذي كان يجب أن يقلقوا على مصالح الشعب" على حد قوله. وفي حين يتفق العريان مع حاجة الجماعة لإعادة تقديم نفسها، إلا أنه يقول إن هذه العملية تجري حاليا، مضيفا: "لم نعد جماعة معارضة، لذلك لا يمكننا ببساطة أن ننتقد ونعارض طوال الوقت..الآن لدينا مسئولية إيجاد حلول لمشكلات مصر." وهنا تتسائل تايم: ما الذي يمكن أن يهدئ مخاوف الليبراليين إذا لم تكن عملية المراجعة الداخلية للجماعة والانتقادات الخارجية والانشقاقات الداخلية، كافية لذلك؟