يبدو أن مأساة قرية البرادعة بالقليوبية ستتكرر من جديد لكنها ستظهر هذه المرة فى قرية «الوابور» التابعة لمركز إطسا بالفيوم، التى أصيب أكثر من 500 مواطن من سكانها البالغ عددهم نحو 12 ألفاً بأمراض التيفود والفشل الكلوى والملاريا، وتفاقمت الأزمة هذه الأيام بعد أن اختلطت مياه الصرف بمياه الشرب وبدأت المياه الجوفية هى الأخرى تغرق المنازل، مما اضطر أهالى القرية إلى عملية هجرة جماعية منها وتركوا منازلهم التى غمرتها مياه الصرف الصحى فى ظل رفض مجلس مدينة سنورس القيام بأى مساعدة لأهالى القرية الذين توجهوا إليه وطلبوا منه تشغيل سيارات لشفط المياه من المنازل والشوارع وردم البرك والمستنقعات من شوارع القرية ولو على نفقتهم الخاصة، إلا أن رئىس الوحدة المحلية جلال فوزى مراد رفض رفضاً قاطعاً مساعدة أهالى القرية فى أى شىء مما جعلهم يستغيثون بوزارة الصحة، وتقدم الأهالى بمذكرة جماعية إلى الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة الذى قرر إرسال لجنة من الوزارة برئاسة المهندس أسامة الشريف والمهندس أشرف عبدالحميد والمهندس صابر سلامة والملاحظ محمد عبدالمجيد من الوزارة، وكان برفقتهم الدكتور محمد ثروت مدير إدارة الأمراض المتوطنة بمديرية الصحة الذين توجهوا للقرية ومعهم سيارات تطهير معها أكثر من عشرة فنيين لإجراء عملية تطهير شاملة بالقرية، وقد أعربت اللجنة عن غضبها ودهشتها من الحال التى وصلت إليها هذه العزبة. وقد أكد الدكتور محمد ثروت مدير إدارة الأمراض المتوطنة عن سوء الوضع قائلاً: تم فحص الشكوى المقدمة للوزير ووجدنا مع اللجنة ومعنا جهاز ناقلات الأمراض بالمحافظة وفعلاً وجدنا القرية عبارة عن برك ومستنقعات وقمنا برشها جميعاً وقمنا بالاتصال بالوحدة المحلية ورئىس مجلس إطسا ولكنهم لم يتعاونوا معنا.. وقد أكد مصطفى فهيم أحد أهالى القرية أن هناك 6 ملايين جنيه تم اعتمادها لتنفيذ مشروع للصرف الصحى بالقرية منذ عامين إلا أنه تم تحويل المبلغ إلى قرية منشأة ربيع بسبب أحد المسئولين عن البيئة بالوحدة المحلية، حيث يقوم بجمع مبالغ شهرية من المواطنين بحجة النظافة، خاصة أنه يرأس جمعية اليسر ومن يرفض يقوم بتحرير محضر بيئة له مما جعل الأهالى يدفعون له المبالغ دون أى خدمات يقدمها، بينما أكد سيد محمد طه من أهالى القرية أن العزبة يسكنها أكثر من 12 ألف مواطن غالبيتهم تحت خط الفقر ويعملون بالزراعة وبالرغم من ذلك قمنا بجمع 100 ألف جنيه مع تفشى مرض الفشل الكلوى لشراء وحدة غسيل كلوى بالقرية وحاولنا وضعها فى مجمع دار الحنان الخيرى لعلاج المواطنين بدلاً من السفر إلا أن وكيل وزارة الصحة بالفيوم رفض وقام بالاستيلاء على تبرعات المواطنين بحجة خوفه على الصحة العامة.