ما إن أطلق الحكم البنيني كوفي كودجا صافرة انتهاء الشوط الثاني من مباراة كرة القدم بين المنتخب الوطني ونظيره الجزائري في الدور نصف النهائي من بطولة الأمم الأفريقية المقامة حالياً بأنجولا بفوز الفراعنة بأربعة أهداف نظيفة إلا وتغيرت الأوضاع في شوارع القاهرة من الترقب والقلق الذي سيطر علي الجماهير المصرية طوال الأيام الثلاثة الماضية إلي تفاول وسعادة غامرة ليس احتفالاً بالفوز والتأهل للمباراة النهائية للمرة الثالثة علي التوالي فحسب، لكن لرد الاعتبار والثأر من هزيمةالفراعنة في المباراة الفاصلة التي أقيمت في السودان والتي خرج علي أثرها المنتخب الوطني ولم يستطع التأهل لنهائيات المونديال مما زاد من أهمية الفوز الذي حققه اللاعبين والمستوي العالي الذي قدموه وبخاصة في الشوط الثاني الذي شهد تفوقاً ملحوظاً للاعبي المنتخب المصري وسيطرة ميدانية كاملة علي أحداث الشوط الثاني بالكامل. وبرغم برودة الطقس في القاهرة وإقامة المباراة في وقت متأخر من الليل فإن الجماهير حرصت علي الاحتفال بفوز منتخبها الوطني دون الوضع في الاعتبار أي أمور أخري معتبرين أن فوز الفريق المصري في هذه المباراة أعاد الهيبة للمصريين من جديد، وبخاصة وأن هذا الفوز توافق مع مستوي رائع من لاعبي المنتخب الوطني وعدد من الأهداف حتي يعلم العالم بأكمله أن مسألة الخروج من تصفيات المونديال كانت مجرد ظروف طارئة وأن الفوز علي الجزائر أثبت أكذوبة الجزائريين التي افتعلوها علي مستوي العالم بأجمعه خاصة بعد تأهلهم لكأس العالم. وجاء الفوز رداً علي استفزازات الإعلام الجزائري الذي أعلن الحرب علي اللاعبين المصريين والجماهير المصرية قبل المباراة، وهو الأمر نفسه الذي اتبعه اللاعبون الذين حاولوا اللعب بخشونة غير عادية مع اللاعبين المصريين، خاصة محمد زيدان وأحمد حسن علي أمل إصابة أحدهما حتي لا يتمكن من المشاركة في المباراة النهائية وهو ما حدث مع عماد متعب الذي خرج مصاباً. علي الجانب الآخر فضل مسئولو البعثة المصرية عدم عودة الجماهير المصرية الموجودة في نجيلا بعد المباراة مباشرة، كما كان مقرراً وذلك للتوجه إلي مدينة كوان العاصمة الأنجولية والمكوث بها حتي يوم الأحد المقبل لحضور المباراة النهائية بين المنتخب الوطني ونظيره الغاني حتي تتكون الجماهير مساندة للاعبين في ظل الحضور الجماهير المتوقع للمنتخب الغاني علي أن تعود الجماهير المصرية برفقة المهندس حسن صقر - رئيس المجلس القومي للرياضة - ولاعبي المنتخب الوطني المصري بعد نهاية البطولة، وهو الأمر الذي وضع مسئولي السفارة المصرية بأنجولا لتخصيص أماكن لإقامة الجماهير المصرية التي سافرت لأنجولا لمؤازرة المنتخب الوطني في مباراة الجزائر.