قبل أن يصل أمراء الرشوة والفساد من مسؤولى النظام السابق الى سجن مزرعة طرة وصلت أخبار فسادهم الى العالم وأيضاً الى هوليوود عاصمة السينما، صار فسادهم يضرب به المثل فى الاوساط السياسية العالمية، وصار أيضاً جزء من حبكات الأفلام الدرامية. ربما لا تكون هوليوود قد أفردت المساحات الدرامية الكبيرة لهذا الامر، ولكنها استخدمته كخط درامى ضمن أحد الأفلام الرومانسية الكوميدية الحديثة، ومن الطريف أن أحد أبطال الفيلم الأمريكى "كيف لك ان تعلم؟" How Do You Know وهو النجم "جاك نيكلسون" مهدد بالسجن لمدة تصل الى 25 عاماً بسبب رشوة قدمها لموظف فى مصر، والاكثر طرافة ان هذا الفيلم كان يفترض عرضه يوم 26 يناير الماضى، وربما تكون دور العرض المصرية جهزته للعرض فعلاً لولا أن أحداث الثورة أوقفت هذا العرض، وأوقفت نزيف الرشوة والفساد فى مصر. أحداث الفيلم الذى أخرجه "جيمس ال بروكس" وهو من نوعية الكوميديا الرومانسية تدور حول شاب (بول رود) يرأس شركة يمتلكها والده (جاك نيكلسون) الذى اعتاد على ترويج مبيعات شركاته فى دول الشرق الأوسط عن طريق رشوة المسؤولين والموظفين فى هذه الدول، فهذا هو الطريق المتبع فى هذه الدول، وهذا ما اعتاد الأب عليه من خلف ظهر القانون الأمريكى الذى يحرم الرشوة ويضع عقوبات قاسية على مرتكبها، وعلى عكس أسلوب الأب يدير الابن الشركة بأسلوب يعتمد على الثقة والاخلاص والمعاملات الشريفة الواضحة، ولان الأب حُكم عليه سابقاً فى بداية حياته العملية فى قضية رشوة فانه يحاول بدهاء شديد اقناع الابن أن يتحمل مسؤولية القضية الفيدرالية التى تتعرض لها الشركة بسبب تهم رشى وفساد مالى، فالتهمة لو ثبتت بالنسبة للابن ستعد سابقة أولى له وستكون عقوبتها 3 سنوات سجن على الأكثر، أما بالنسبة للأب الذى يحمل سابقة قديمة تم تسويتها قضائياً فستكون العقوبة مغلظة وتصل الى 25 عاماً، ويتداخل هذا الخط الدرامى الأسرى بين أب عملى فاسد وبين قصة حب من طرف واحد للبطل مع رياضية شابة (ريز ويذرسبون) هبطت اسهمها فى فريقها، وتعيش قصة حب مع رياضى شاب ثرى غريب الأطوار (أوين ويلسون)، ولا يقوم الأب بمصارحة ابنه بهذه التفاصيل الا بعد مناورات كثيرة حاول فيها الدفع بالابن الى أن يتحمل القضية بدلاً منه. فى مشهد المواجهة بين الأب والابن يكشف "جاك نيكلسون" لابنه طريقة عمله فى مصر قائلاً: "لقد فعلت ما يفعله كل رجل أعمال يتاجر في الشرق الأوسط .. إذا كنت تريد أن تبيع أى سلعة غير رائجة في بلد كمصر تذهب إلى هناك وتؤجر مكتباً .. تذهب إلى هناك وترشو مصرياً .. هذا ما فعلته .. مثلما يفعل الباقون ..لقد رشوت مصرياً".