المأزق الحقيقي في الإعلام المصري الرسمي قبل وبعد ثورة 25 يناير إنه لا يزال رسمياً ولم يعرف بعد قواعد الإعلام الحر.. قبل أن استكمل أستأذنكم فقط أن أؤكد ما هو مؤكد وأن أعرف ما هو معروف وهو أولاً أن الجيش والشعب أيد وحده لا يعنى بالضرورة أن الشعب والمجلس الأعلى للقوات المسلحة سمن على عسل 24 ساعة في اليوم.. ثانياً موقف الجيش المصري عندما لم يوجه الرصاص إلى قلوب المتظاهرين هو انحياز وطني وينبغي على الإعلاميين المتخصصين في نفاق الحكام الذين انتقلوا من نفاق مبارك إلى نفاق المجلس و"المشير طنطاوى" أن يتذكروا لعل الذكرى تنفع المؤمنين أن الجيش التونسي قبل المصري بنحو أسبوعين انحاز أيضاً للشعب وقالوا ل "بن على" لا لن نطلق الرصاص على أهلنا لم اسمع أن الجيش التونسي أو المنافقين له وهم متواجدون في تونس كما هم في مصر لم اسمع أن هناك من اعتبرها منحة قدمها الجيش التونسي للشعب التونسي ولهذا ولا داعي لكي يعايرنا أحد بموقف الجيش في ليبيا واليمن وسوريا الذي وجه بعض أفراده فوهات مدافعهم إلى شعوبهم لأن ولاء هولاء شخصي وقبلي وطائفي وليس ولاءً وطنياً.. الجيش المصري يقسم لله والوطن وليس للحاكم إنه الواجب المقدس ولا أحد يتفضل على أحد بأداء الواجب.. أما الذين خرجوا من شباب وشيوخ ورجال ونساء الشعب المصري منذ 25 يناير حتى 11 فبراير ووضعوا أرواحهم على أكفهم فهؤلاء هم الذين ينبغي أن نضعهم جميعاً فوق رؤوسنا جيشاً وشعباً!! المجلس الأعلى الاعلى للقوات المسلحة منذ الثورة وهو يحكم ماسبيرو جاءوا في البداية بلواء من الدفاع الجوى "طارق المهدى" واستبدلوه بأستاذ جامعي يرتدى من الخارج ملابس مدنية ولكن بداخله بدلة كاكي لعسكري برتبة "صول" في القوات المسلحة ينفذ التعليمات التي تأتيه من المجلس الأعلى ولو لم يكن "سامي الشريف" هو هذا الرجل ما سمح له المجلس الأعلى بأن يقفز إلى هذا المقعد.. الإنجاز الإعلامي الوحيد للشريف إنه في عام 2007تستر ودافع عن التزوير في مهرجان الإذاعة والتليفزيون وكتبت عن ذلك على الموقع الإلكتروني للدستور الأصلي بعد ساعات قليلة من تعيينه إلا أنه فيما يبدو دعمت هذه الواقعة مكانته عند المجلس الأعلى الذي وجد فيه نموذجاً يحتذي للطاعة والولاء للقيادة وذلك لأنه لم يزور ولكنه دافع عن حق قيادات المهرجان في أن تفعل ما تشاء!! لا يستطيع المجلس الأعلى بتلك التركيبة العسكرية الصارمة أن يتوافق مع الطبيعة المرنة للإعلام التي تسمح بتعدد نوافذ الحرية وبقدر من الاختلاف حتى ولو كان مع المجلس العسكرى .. أشهر وأهم وزيري إعلام في تاريخ مصر قبل ثورة 25 يناير وبعد ثورة 23 يوليو هما من العسكريين "د. عبد القادر حاتم" و "صفوت الشريف" إنها ليست مصادفة أن الرجل الأول هو الذي مهد في عام60 لانطلاق التليفزيون المصري وهو الذي أطلق تعبير وزارة الإعلام قبل ذلك كان اسمها وزارة الإرشاد القومى .. أما الرجل الذي كبس على روح الإعلام قرابة ربع قرن وأعنى به "صفوت الشريف" كان أيضاً من المخابرات انعكس هذا بالضرورة على فكر الإعلاميين على مدى نصف قرن حيث أصبح قسطاً وافراً منهم أشبه بجنود أمن مركزي يرتدون كاجوال ولديهم في أعماقهم ولاءً عسكرياً للقيادة بداخلهم البدلة الكاكى لاتزال قابعة!! العسكريين الذين يحكمون البلد الآن لن يسمحوا بحرية حقيقية للإعلام ربما تطولهم انتقادات أو نيران صديقة ولهذا جاءوا مرة أخرى بنفس اللواء "طارق المهدى " الذي حكم الإعلام في بداية الثورة بعد أن اكتشفوا أن الصول المدني لن يستطيع أن يحكم السيطرة على "ماسبيرو" بقبضة من حديد خاصة وأنه كان دائماً ما يهرب من المواجهة لم يصدر قراراً واحداً طوال رئاسته نفذ فقط القرارات التي جاءت إليه من القوات المسلحة إن هذا هو مع الأسف المطلوب حالياً ولهذا وجدنا أن عدداً من القنوات الخاصة تتسابق هي ومذيعيها في نفاق المجلس الأعلى للقوات المسلحة على طريقة " اللي يتجوز أمي أقوله يا عمى"!! العسكريون يتشبثون بالمبنى ليس فقط للسيطرة على الإعلام الرسمي ولكن حتى يمتد نفوذهم لكل القنوات الخاصة.. نعم استقبل الإعلاميين قرار تعيين "سامى الشريف" رئيساً للاتحاد قبل ثلاثة شهور باللعنات والإعتصامات والإضرابات واستقبلوا قرار طرده وليس استقالته كما أشارت الصحف بالزغاريد والضحكات والرقصات ولم يسلم الأمر من عدد من القلل القناوي ألقوها خلفه ولكن على الإعلاميين أن يستعدوا من الآن بعدد من القلل الاحتياطي لأن القادم مع الأسف هو الأسوأ!!