تقدم الدكتور محمد سعد الكتاتني وكيل مؤسسي حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين اليوم الأربعاء بأوراق تأسيس الحزب للجنة الأحزاب، ليعد بذلك الحزب السابع الذي يقدم أوراقه للجنة الأحزاب منذ قيام الثورة يناير. وقال الكتاتني في مؤتمر صحفي عقب تقديم الأوراق، إن عدد المؤسسين وصل إلى 8821 من جميع محافظات مصر ال27، بينهم 978 امرأةً و93 قبطيًّا، مؤكدًا اختيار د. رفيق حبيب، المفكر القبطي، نائبًا لرئيس الحزب. وأضاف د. الكتاتني أن الفترة المقبلة سيتمُّ خلالها نشر أسماء المؤسسين وفقًا للقانون في صحيفتين يوميتين واسعتي الانتشار، فيما يتم تشكيل هياكل الحزب بالمحافظات ومكتبه السياسي خلال شهر؛ ليبدأ الحزب ممارسة نشاطه الفعلي في 17 يونيو المقبل، مشيرًا إلى أنه قدم 15 نسخةً من برنامج الحزب وأخرى للائحة الأساسية. الكتاتني يتحدث في المؤتمر الصحفي أمام محكمة النقضوأوضح أن اختيار د. رفيق حبيب نائبًا لرئيس الحزب؛ ليس لكونه مسيحيًّا فقط، وإنما باعتباره قيمةً فكريةً عاليةً وقيمةً تضيف إلى الحزب، مشيرًا إلى أن وجود أقباط بين مؤسسي الحزب يدلُّ بشكل عملي على أن الإخوان المسلمين ينفِّذون ما يقولونه ويصرِّحون به، وأن الإخوة الأقباط شركاء الوطن. وأكد د. الكتاتني أن تخوفات البعض مما يسمونه الصعود الإسلامي في الحياة السياسية المصرية ليس له أساس من الصحة، مضيفًا: "الشعب المصري متدين بطبيعته، وصعود الإسلاميين المقصود به مهاجمة التيار الإسلامي الموجود في مصر، ومن يقل ذلك فعليه أن يتعامل بديمقراطية وبروح ثورة 25 يناير". وشدَّد على أن حزب الحرية والعدالة ليس حزبًا دينيًّا، وإنما هو حزبٌ مدنيٌّ يستند إلى مبادئ الشريعة الإسلامية، وفقًا للمادة الثانية من الدستور، مؤكدًا أن الحزب يرفض سياسة الإقصاء، وأن أعداد الذين كانوا يرغبون في الانضمام إلى الهيئة التأسيسية للحزب من خارج الإخوان كانت كبيرةً جدًّا؛ الأمر الذي يدلُّ على اقتناع الناس بالانضمام إلى الحزب. وتابع أن الحزب يولد قويًّا؛ لأنه أخذ في تأسيسه زخم جماعة الإخوان المسلمين ذات الخبرة على الساحة السياسية، وأنه مع استقلاله ماليًّا وإداريًّا يحمل فكر جماعة الإخوان وتوجهاتها. من جانبه أكد أحمد أبو بركة، عضو الهيئة التأسيسية لحزب "الحرية والعدالة" أن هناك فصلاً كاملاً في العضوية بين جماعة الإخوان المسلمين والحزب، مع وحدة في البرامج والأفكار والأهداف بما لا يعني اندماجًا لا انصهارًا، فلكل من الجماعة أو الحزب مؤسساته ومستوياته القيادية. أحمد أبو بركة وأضاف أن الحزب سيسعى إلى أن يكون البرلمان القادم توافقيًّا وليس تنافسيًّا عن طريق تشكيل ائتلاف وطني للعبور بمصر إلى مرحلة جديدة تقدم خلالها نموذجًا حضاريًّا تحكيه كتب التاريخ، محذرًا القوى التي لن تستوعب ذلك بأنه سوف ينعكس بالسلب على رصيدها ويدفع المجتمع إلى إنشاء قوى جديدة تستطيع الائتلاف بهذه المرحلة الحساسة في تاريخ مصر. وشهد المؤتمر الصحفي توزيع البيان التأسيسي للحزب، والذي جاء فيه أن الحزب يستلهم منهاجه وبرامجه من مطالب ثورة 25 يناير العظيمة، ويسعى لتحقيق أهدافها، وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس قوية سليمة بإرادة شعبية خالصة. وأكد ضرورة أن يضع الشعب لنفسه دستورًا يعبِّر عن هوية الأمة وسيادة الشعب ووحدته الوطنية ويدعم المساواة بين أفراده في الحقوق والواجبات، معربًا عن إيمانه العميق بضرورة النص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع. وشدَّد البيان على أن الحزب يسعى لتحرير الإرادة الوطنية واستقلال القرار السياسي والتعامل مع القوى الدولية على أساس الاحترام المتبادل، واستعادة مصر لدورها الريادي في محيطها العربي والإسلامي والإفريقي.