كلنا كده عاوزين دولة، أنا عاوزها دولة مدنية وأنت عاوزها دولة إسلامية وآخر عاوزها دولة لادينية ..وكلنا كده عاوزين دولة.. ولم نسأل ماهية الدولة وشكلها ونظام حكمها؟ لكننا متفقين على اننا عاوزين دولة تتمتع بالحرية يعمها الرخاء متقدمة مزدهرة، تقف في مصاف الدول المتقدمة لأننا نملك مقومات ذلك وأكثر نعيش فيها تحتوينا ونحتويا، فلماذا لانكون مثل دولة من دول شرق اسيا ماليزيا مثلا بلاش ذي اليابان ؟، ولهذا نحن نعترض على من يروجون ليل نهار ان مصر بها فتنة طائفية وغابت كرامة الدولة وهي ليست كذلك ولن تكون هكذا فتاريخها يقول إن أهلها فى لحٌمة وتواصل وترابط لا تتقطع أوصاله أبدا،وتقول ثوارتها الخالدة السابقة انها ولدت بيدين واحدة مسلمة والثانية مسيحية، فالحالة التي نمر بها ماهي إلا حالة مخاض ولادة مابين ذهاب الدولة "الملك" بكسر الميم..ودولة"الشعب" بعدما ماآلت ملكيتها للأخير، جد قد يكون الوضع خطيراً لكنه ليس بالقاتل الذي يمكن ان يذهب بالحلم ويأتي بالكابوس من ثاني، لكن مايزعج الدولة علو اصوات النخبة اللااتفاقية جماعة "خالف تعرف.!" مسلمين كانوا أو مسيحيين ..الآخذون بالقشور التاركون للجوهر المفسرون للآيات القرآنية والأنجيلية على أمزجتم وحسب أهوائهم. في مصر قد ينزعج البعض من لفظ الإسلاميين أيا كان تصنفيهم أو من لفظ الأقباط بمختلف اطيافهم ودائما ماتذكر هذه المسميات يوميا من أكثر من منبر إعلامي، واختلطت الامور على البعض وينقسم الناس مابين مؤيد لهذا ومعارض لذاك..وقد يتوه مفهوم الدولة ومقوماتها بالأراجيف الاعلامية مابين مسلم أو مسيحي معتدل وآخر متطرف، التي من اجلها قامت الثورة..ونحن نريدها دولة تجمع مابين دولة آل سعود في الجزيرة العربية ودولة ملالي طهران في ايران ولا نريدها دولة منحلة اخلاقيا كما في اوروبا .. احنا عايزين دولة تصحو على وقع شمس الحرية كل صباح وتمسي على تلاقي مابين البيتين الاسلامي والمسيحي ليكون بيت المصريين في النهاية، وان نصل بها الى قمة التطور والمدنية دون انحلال اخلاقي او تزمت ديني،نحن نريد دولة قوية لها كلمتها على صعيدها الاقليمي والعالمي، لها ريادتها الثقافية والتنويرية في نطاقها العربي والافريقي والاقليمي، لانريدها ظلامية تكسر فيها التلفزيونات وتحبس فيها النساء كما فعلت دولة طالبان، نريدها دولة قلبها ونواتها اسلامية وعالمها المدنية مُلهمة لعالمها الاسلامي بأزهرها الشريف وحكمة ابنائها وثقل علمائها. فعندما تصل دولتنا الى درجة ان تقف المرأة امام الحاكم بكرامتها وقيمتها وشموخها وتقول له لا.. مثل المرأة التي قاطعت الخليفة عمر بن الخطاب على المنبر يوماً، ضد المغالاة في المهور عندما أراد ان يجعل الحد الأعلى مهور أمهات المؤمنين،زوجات النبي صلى الله عليه وسلم،فقاطعته امرأه بقولها: وتحرمنا انت؟ أليس يقول الله((وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا )) فنادى عمر وهو على المنبر: أصابت امرأه وأخطأ عمر. ليس بذات المعني بالطبع فهذا لن يقع ولن يحصل في عهدنا هذا، بل القصد ان تكون هناك تصل مظلمة المظلوم للحاكم ويسمعها وينصت لها ويأتي له بمظلمته ممن ظلمه ويردها اليه،وهذا اقل مايطلبه الشعب من دولته وأيا كان الحاكم، في النهاية نريد العزة والكرامة لأفراد الشعب وليس الذل والاهانة. دا ياجماعة حلم كل مصري اسلامياً كان أو مسيحياً وكلنا كده خضنا المعركة من اجل حلم الحرية لاستنشاق هواء نقياً ونسمة رقيقة تأتي بنسائم من المكتسبات التي حققتها الثورة ، فنحن ضد كل النخب الاعلامية التي تروج لثقافة تغريبية ليست منا ولا هي لنا ابداً بمسلمينا ومسيحيينا. فالذين لاهم لهم من دعاة الفتنة عليهم ان يتنحوا جانباً ويبحثوا في قاموسهم عن ماهو يوحد الصف المصري ولايشقه ويفرقه فنحن عاوزين دولتنا بعد 25 ابريل بالشكل الذي تخيله شبابنا وشهداؤنا الذين رحلوا للفردوس الاعلى، كلنا كده عاوزين دولة نعيش فيها ونحقق الحلم سوا.