لا يكاد وزير الاستثمار د.محمود محيي الدين يفرغ حقائبه من زيارة خارجية.. حتي يقوم بتعبئتها ثانية لسفرة أخري لاحدي عواصم العالم.. وإذا كان كل طيار يتباهي بعدد ساعات طيرانه جوا.. فظني أن وزير الاستثمار يحق له منافسة هؤلاء الطيارين.. وهو المتنقل الدائم بين دول العالم وبصحبته عدد من كبار مساعديه.. وكتيبة من الصحفيين. لسنا ضد سفر الوزراء إلي الخارج أو تكرارها.. خاصة إذا كانت طبيعة عمل وزارتهم تتطلب الاتصال بالعالم الخارجي.. ولا نمنع مسئولاً من اصطحاب الصحفيين لتغطية نشاط رحلته.. خاصة أن سفر الوزير لا يتم قبل حصوله علي موافقة رئيس الوزراء.. وعليه تقديم بيان إلي رئيس الحكومة يتضمن نتائج رحلته. ما سبق نوافق عليه لكن من حق الرأي العام أيضًا أن يعرف فيم كان سفر وزير الاستثمار.. ولماذا كل تلك السفريات التي لا تنتهي حتي تبدأ.. لا نحاسب الوزير علي كثرة سفرياته بل نسأله عن العائد منها.. وهل يتناسب هذا العائد مع حجم الانفاق المادي علي تلك الرحلات.. وهل كل السفريات مهمة إلي هذا الحد. الأسبوع الماضي -علي سبيل المثال-زار وزير الاستثمار دولة الإمارات ثم عاد للقاهرة لتغيير حقائبه.. ليسافر إلي فيتنام ومنها إلي الصين.. ولا نعرف من الصحف سوي خبر السفر.. لكن لا نعرف ما الذي عاد علي اقتصادنا من هذه الرحلات الثلاث.. لا أعتقد بوجود دولة محترمة يتحرك فيها وزير بمثل تلك السفريات المكوكية دون معرفة العائد.. خاصة اذا كان السفر يتم علي حساب دافعي الضرائب في دولة فقيرة مثل مصر. لا ندري.. هل يتم التنسيق بين الوزارات المتشابهة في طبيعة عملها قبل سفر الوزراء.. فمثلا طبيعة عمل وزارة الاستثمار تتقاطع مع وزارة الصناعة والتجارة.. فما هو حجم التنسيق الذي يتم بين محيي الدين ورشيد.. ولماذا لا يتم التنسيق مع سفاراتنا بالخارج -وما أكثرها- لإنجاز بعض المهام التي يمارسها الوزير أثناء سفره للخارج.. وأين دور الممثل التجاري في سفاراتنا المصرية.. وإذا لم يكن له دور فلماذا لا نلغي وظيفته؟. ما نفهمه أن طبيعة عمل وزير الاستثمار هو تسهيل عملية الاستثمار داخل مصر.. وجذب مزيد من رءوس الأموال الأجنبية.. فماذا أنجز الوزير في تلك المهمتين.. ولماذا التراجع الكبير في رءوس الأموال الأجنبية المستثمرة في مصر؟ وإذا كانت الأزمة الاقتصادية العالمية مبررًا لعدم تحقيق زيادة في الاستثمارات الأجنبية.. فالأقل هو ثباتها.. والوزير النشط تظهر عبقريته وقت الأزمات. نحن نبحث عن إنجازات وزير الاستثمار في أرض الواقع وليس عبر الصفحات الملونة بالصحف.. ومن يقرأ الصحف بانتظام سيكتشف أن أخبار وصور وزير الاستثمار باتت من المقررات الصحفية اليومية.. والأمانة تقتضي القول إن د.محمود محيي الدين ليس الوزير الوحيد الذي يتمتع بهذا التلميع الإعلامي. ورغم مرور ما يقرب من خمس سنوات علي بقاء محيي الدين في الوزارة.. لكننا لا نسمع عن نشاط له سوي في مجال خصخصة القطاع العام أو ما يعرف من باب الدلع (برنامج إدارة الأصول).. وماعدا ذلك فهو الضجيج بلاطحن.. أو السفر الدائم حتي ظننا أن أموال العالم كلها قادمة للاستثمار في مصر. أين كشف حسابك ياوزير الاستثمار؟وكم تبلغ تكاليف رحلاتك الخارجية والوفود المرافقة لك؟.