تخطو جماعة الاخوان المسلمين نحو معترك من الصراع الجديد عليها ليس لأن الاختلاف أو الانشقاق أمر جديد عليها ولكن روح ثورة 25 يناير هزت العديد من الأفكار والمعتقدات التي كان يظنها البعض ثوابت لا تتغير لدى شباب الجماعة من السمع والطاعة العمياء. فالأيام الماضية حملت العديد من القرارات المتتالية داخل الجماعة تعكس حالة من الحراك الداخلي والتحرك السريع نحو الظهور واستعراض القوة والحجم والامكانيات المادية والبشرية. وقابلت تلك القرارات بحالة من الرفض والتزمر وإعادة التفكير من قبل قطاع ليس بقليل داخل الجماعة زادت مع تسمية مجلس شورى الاخوان يوم السبت الماضى الدكتور محمد موسى رئيسا لحزب الحرية والعدالة وعصام العريان نائبا له ومحمد الكتاتني امين عاما للحزب دفع العديد من الشباب الجماعة لسحب توكيلاتهم من الحزب بينما قامت مجموعة اخرى بالامتناع عن القيام بعمل توكيلات اعتراضا على الاجراءات التي قامت بها الجماعة والتي اعتبروها نوعا من الاقصاء لدور الهيئة التأسيسة للحزب وأن هذه الاجراءات تتنافي مع الاستقلالية بين الحزب والجماعة. بينما أعلن أحد شباب الجماعة وهو مصعب رجب استقلالته من الجماعة عبر حسابه علي الفيس بوك أيها الإخوان .. بعد تفكير عميق .. قررت أني لم أعد عضوا في جماعة الإخوان المسلمين من اليوم". وأوضح مصعب في حيثيات الاستقالة الالكترونية بأنها بسبب حرمانه عمليا من ممارسة اي نشاط عبر إما بعدم تكليفه بأي عمل أو و عدم تسكينه على أي لجنة من لجان العمل أو بتكليفه بعمل وهمي لا أساس له على أرض الواقع، وعليه فإن هذا الانفصال ما هو إلا تحصيل حاصل ، بعد أن منعني الإخوان من ممارسة أي عمل داخل الجماعة بشكل رسمي أو غير رسمي . وقال في استقالته "مشكلتي لا يمكن حلها بمجرد إعادة تسكيني وتوظيفي إداريا وتربويا، وإنما الأولى من ذلك أن يتم تحديد المسئول عن حرماني من المورد التربوي داخل الجماعة لعام كامل، والمسئول عن حرماني من إفادة الجماعة بما أملكه من قدرات مهما كانت قليلة". وأضاف: حين يحاسب من قاموا بتعطيلي وحرماني كل هذه الشهور الطويلة، في الجامعة وفي الشعبة ، فأنا على استعداد للعودة فورا عضوا في تنظيم الإخوان ملتزما بكل ما تمليه عليّ هذه العضوية من واجبات". من جهة أخرى عبر مصعب عن تحفظه على أسلوب اختيار قيادات حزب الحرية والعدالة فكتب” أكن لشخص الدكتور محمد مرسي و الدكتور عصام العريان والدكتور محمد الكتاتني كل الاحترام والتقدير، المشكلة يا سادة أن انتخاب رئيس حزب الحرية والعدالة ونائب رئيسه وأمينه العام تم من خلال أعضاء مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين". ولكن هل تلك الاستقلات ستدفع نحو اعادة قيادات الجماعة في منطقها أم سيبقي مقولة " الجماعة تلفظ خبثها ". قبل أن يتسرب شباب الجماعة للاحزاب الأخرى.