مختار نوح: كلام مرشد الإخوان عن شروط الترشح للرئاسة حديث عن الديكور والشكل الخارجي د. جمال حشمت: النظام لن يستجيب لما جاء في حديث "بديع".. وليست لديه النية للإصلاح أصلا محمد بديع أثار إعلان الدكتور محمد بديع المرشد الجديد لجماعة الإخوان المسلمين في أول حديث له لوسيلة إعلامية عبر شاشة قناة «الجزيرة» عن أن الإخوان لا يعارضون ترشح جمال مبارك للرئاسة ردود فعل متباينة وتساؤلات كثيرة وعلامات استفهام كبيرة عن أن الجماعة ونظام مبارك في طريقهما لإبرام صفقة بين الجانبين يكون أبرز نتائجها تمرير مخطط التوريث وعدم قيام أكبر جماعة سياسية ودينية في مصر بإعلان معارضتها لمخطط التوريث، فقد أكد المهندس حامد الدفراوي أحد أبرز قيادات الإخوان من جيل التسعينيات أن التنظيم الخاص الذي يحكم قبضته الآن علي جماعة الإخوان المسلمين يضع مصلحة التنظيم قبل مصلحة الوطن، وقال الدفراوي المحسوب علي جناح الإصلاحيين إن تأييد ترشح جمال مبارك ليكون رئيساً للجمهورية هو أكبر مهانة لشعب مصر، واتهم الدفراوي رجال التنظيم الخاص بأنهم لا يضعون مصلحة الوطن في مقدمة أولوياتهم وأن الذي يهمهم في المقام الأول هو تمدد التنظيم وتوسعه. مشيراً إلي أن المدرسة التي تسيطر حالياً علي جماعة الإخوان لم تتخذ أي مبادرة عملية لمواجهة مخطط التوريث حيث لم يعلنوا تأييدهم للدكتور محمد البرادعي كمرشح لرئاسة الجمهورية أو أي اسم آخر من الذين أعلنوا عزمهم الترشح للرئاسة، كما أن الإخوان لم يعلنوا طرح أي اسم يرتضونه للترشح للرئاسة، وتساءل الدفراوي: لماذا لم يرشح الإخوان أحداً من بينهم أو يعلنوا تأييدهم لاسم تتوافق عليه قوي وفصائل المعارضة؟، وطالب الدفراوي بإعلان خطتهم لمواجهة موقف مخطط التوريث، خاصة أن بعض القوي السياسية بدأت خطوات عملية للتصدي لهذا المخطط بتأييد ترشح البرادعي في حين أن الجماعة التي تحظي بوجود 86 نائباً في البرلمان لم نر لها تحركاً عملياً حتي ولو بترشح أحد المحسوبين عليها. أما المحامي الإسلامي البارز والقيادي الإخواني السابق مختار نوح، فقد أكد أن الأمر لا يتعلق بمجرد وجود قهر أو تزوير وإنما يتعلق بتكافؤ الفرص بين جميع المرشحين للرئاسة وصلاحية المناخ السياسي، خاصة أن القضية ليست قضية نصوص وإنما قضية إيمان بتداول السلطة وعدم اتخاذ الديمقراطية كرداء جميل علي جسد مشوه أصابه العفن من كل جوانبه. وأكد نوح أننا نعيش في مناخ سياسي سييء حيث تم العبث بالدستور وتم اصطناع مواد دستورية ليس لها مثيل في العالم كله، حيث يحرم 95% من الشعب المصري من الحق في الترشح للرئاسة، وهو ما يجعل مطالبة مرشد الإخوان بضمانات تسمح بترشح جمال مبارك أمراً لا يمكن قبوله. وأكد نوح أن مصر تنفرد بين دول العالم منذ ثورة يوليو بأن رئيس الجمهورية يعين الرئيس الذي سيخلفه في الحكم، وهو ما لا يمت بأي صلة لأي نظام سياسي في العالم حتي لو تم تغطية التعيين بنص دستوري أو حتي بانتخابات زائفة، مشيراً إلي أن رؤساء الجمهورية بعد الثورة التي قضت علي الملكية تم تعيينهم بطريقة أسوأ من التوريث. وأكد نوح أن حديث مرشد الإخوان عن شروط الترشح للرئاسة يعتبر حديثاً عن الديكور والشكل الخارجي، وأعرب عن اعتقاده بأن حديث المرشد سيكون مناسباً جداً لو كان حلقة ضمن خطوات التهدئة مع النظام حتي تسترد الجماعة أنفاسها، وفي الوقت نفسه لا يعتبر كلام بديع ميثاقاً وطنياً للنضال لمنع التوريث. مؤكداً أن تعيين جمال مبارك هو اعتداء علي كرامة الأمة وأنه يستحيل مجرد الافتراض أن تتم الانتخابات في ظل هذا المناخ الديكتاتوري. أما الدكتور جمال حشمت عضو مجلس الشوري العام بالجماعة فقال إن شخصية جمال مبارك من وجهة نظره لا تصلح لرئاسة الجمهورية خاصة أنه لا يحظي بأي شعبية ولا يتمتع بأي حضور سياسي. وأكد حشمت أنه لا يتوقع أن يستجيب النظام الحاكم لما جاء في حديث الدكتور محمد بديع لقناة «الجزيرة» بتعديل الدستور وتهيئة المناخ السياسي حتي تتم انتخابات الرئاسة بنزاهة وشفافية، وقال إن النظام الحاكم ليست لديه النية للإصلاح وحتي لو كانت لديه فإنه لا يمتلك القدرة علي تنفيذ ما يريده.