وزير الأوقاف يستقبل شيخ الطريقة الرضوانية بحضور مصطفى بكري (تفاصيل)    مسؤول بمجلس الاحتياط الأمريكي يتوقع تخفيض الفائدة الأمريكية عدة مرات في العام المقبل    مصر للطيران تعلن تعليق رحلاتها إلى لبنان    هبوط تجاوز ال700 جنيه.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024    بعد الزيادة الأخيرة.. تحذير عاجل من «الكهرباء» بشأن فواتير العدادات مسبقة الدفع (تفاصيل)    جماعة الحوثي في اليمن تتعهد بدعم حزب الله اللبناني ضد إسرائيل    وزير الخارجية: نتطلع لتعزيز التعاون الثنائى مع السلفادور وتوسيع نطاقه    فرنسا تدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول لبنان    حماس تعلن استشهاد أحد قادتها الميدانيين خلال غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    العراق يعلن عن جسر جوى وبرى لنقل المساعدات إلى لبنان    المستشار القانوني للجنة الأولمبية: الزمالك أرسل اسم فتوح للسفر للسعودية وطلبنا إقرارًا قانونيًا لاعتماده    وكيل عبد الرحمن مجدي يكشف كواليس تفضيله الانتقال لبيراميدز بدلًا من الأهلي    وكيل ميكالي: الأرقام المنتشرة عن رواتب جهاز ميكالي غير صحيحة وجنونية    أسامة عرابي: نسبة فوز الأهلي بالسوبر الإفريقي 70%    بلاغ جديد ضد التيك توكر كروان مشاكل بتهمة بث الذعر بين المواطنين    ماس كهربائي وراء حريق شقة سكنية ووفاة شخص بالموسكي    أول تعليق من هند صبري بشأن الجزء الثاني ل«أحلى الأوقات»    تأثير القراءة على تنمية الفرد والمجتمع    الفوائد الصحية لممارسة الرياضة بانتظام    أهمية الغذاء الصحي في حياة الإنسان    وزير البترول يؤكد استدامة الاستقرار الذى تحقق في توفير إمدادات البوتاجاز للسوق المحلي    شيكابالا لجماهير الزمالك: سنحتفل معا بلقب السوبر الإفريقي    حتحوت يكشف رسائل محمود الخطيب للاعبي الأهلي قبل السوبر الإفريقي    أشرف نصار: لدي تحفظ على نظام الدوري الجديد لهذا السبب    مايوركا يصعق ريال بيتيس في الليجا    تي موبايل-أمريكا تعتزم طرح سندات للاكتتاب العام    وزير الخارجية يؤكد على أهمية توظيف المحافل الدولية لحشد الدعم للقضية الفلسطينية    ارتفاع حصيلة مصابي حادث أسانسير فيصل ل5 سودانيين    اخماد حريق نشب بمخلفات في العمرانية الشرقية| صور    إبراهيم عيسى: تهويل الحالات المرضية بأسوان "نفخ إخواني"    بالأسماء، إصابة 4 أشخاص من أسرة واحدة في تصادم سيارتين بالدقهلية    مدير الجودة بشركة مياه الشرب: أقسم بالله أنا وأسرتي بنشرب من الحنفية ومركبتش فلتر    الأمين العام للأمم المتحدة يعرب عن قلقه العميق إزاء القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان    محارب الصهاينة والإنجليز .. شيخ المجاهدين محمد مهدي عاكف في ذكرى رحيله    تعرف على جوائز مسابقة الفيلم القصير بالدورة الثانية لمهرجان الغردقة لسينما الشباب    وفاة النحات سمير شوشان عن عمر ناهز 71 عاما    هيفاء وهبي جريئة وهدى الإتربي تخطف الأنظار.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    مجمع الفنون والثقافة يشهد حفل تخرج طلاب كلية الفنون الجميلة -(صور)    حدث بالفن| وفاة فنان سوري وحريق يلتهم ديكور فيلم إلهام شاهين وأزمة سامو زين الصحية    تعرف على موعد ومكان عزاء رئيس حزب الحركة الوطنية    الآن رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلة الثالثة والشهادات الفنية (استعلم مجانا)    أحمد موسى يناشد النائب العام بالتحقيق مع مروجي شائعات مياه أسوان    طريقة عمل الأرز باللبن، لتحلية مسائية غير مكلفة    صحة الإسكندرية: تقديم 2 مليون خدمة صحية للمواطنين ضمن «100 يوم صحة»    عمرو أديب عن خطوبة أحمد سعد على طليقته: «هذا ما لم نسمع به من قبل» (فيديو)    عيار 21 يسجل رقمًا تاريخيًا.. مفاجآت في أسعار الذهب اليوم الثلاثاء «بيع وشراء» في مصر    جامعة عين شمس تستهل العام الدراسي الجديد بمهرجان لاستقبال الطلاب الجدد والقدامى    عمرو أديب: حتى وقت قريب لم يكن هناك صرف صحي في القرى المصرية    عاجل - البيت الأبيض: بايدن وبن زايد يشددان على ضرورة التزام أطراف الصراع في غزة بالقانون الإنساني الدولي    الاقتصاد ينتصر| تركيا تتودد لأفريقيا عبر مصر.. والاستثمار والتجارة كلمة السر    في إطار مبادرة (خُلُقٌ عَظِيمٌ).. إقبال كثيف على واعظات الأوقاف بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بالقاهرة    «التنسيقية» تنظم صالونًا نقاشيًا عن قانون الإجراءات الجنائية والحبس الاحتياطي    خالد الجندي: بعض الناس يحاولون التقرب إلى الله بالتقليل من مقام النبى    مصروفات كليات جامعة الأزهر 2024/2025.. للطلاب الوافدين    "المصريين": مشاركة منتدى شباب العالم في قمة المستقبل تتويج لجهود الدولة    أستاذ فقه يوضح الحكم الشرعي لقراءة القرآن على أنغام الموسيقى    "أزهر مطروح" يطلق "فاتحة الهداية" بالمعاهد التعليمية ضمن مبادرة بداية    وكيل الأوقاف بالإسكندرية يشارك في ندوة علمية بمناسبة المولد النبوي الشريف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هويدا طه تكتب: التضحية بمبارك واجب وطني الآن..لإنقاذ مصر
نشر في الدستور الأصلي يوم 09 - 04 - 2011

المصريون متوترون بعد نحو شهرين من نجاح الخظوة الأولى في ثورتهم الكبرى، وصل التوتر إلى ذروته في نهاية يوم جمعة المحاكمة والتطهير بعد التطورات السريعة التي حدثت بعد منتصف الليل.. عندما تدخلت القوات المسلحة لفض الاعتصام بالقوة.. واعتقال بضع من ضباط الجيش الذين انضموا بزيهم العسكري إلى المتظاهرين تضامنا- كما قالوا- مع مطالب الثورة ومطالبة بتنحي المجلس العسكري، نعم نحن متوترون.. نحن الشعب.. ولنرى المشهد من أكثر من زاوية.. لكن قبل ذلك ربما ينبغي أن أوضح أن مشاركتي في الثورة هي ضمن مشاركة أغلبية كانت صامتة ثم تحركت حشودا في مشهد سجله التاريخ الإنساني.. كنت ضمن تلك الحشود لا أكثر ولا أقل.. وليس كل يوم من أيام الثورة الأولى.. الثمانية عشر يوما.. بل بضع أيام منها فقط.. لم أكن من القيادات الثورية ولا أي نوع من القيادات ولم أكن أبيت بميدان التحرير أو أيا من الميادين الأخر.. مثلي مثل الملايين الحاشدة التي استجابت لنداء التظاهر السلمي حين شعرت بالأمل ثم.. ثم عادت للمتابعة من بعيد.. المصريون أبناء الأغلبية التي كانت صامتة عادوا للمتابعة من بعيد.. يبكون الشهداء ويتابعون الجدال السياسي والطائفي والطبقي ويقبضون على قلوبهم خوفا من المجهول.. وكانت آخر مشاركة لي هي استجابة مفعمة بالأمل لنداء التظاهر يوم جمعة المحاكمة والتطهير.. ومرة أخرى.. شاركت كما الحشود شاركت وانصرفت عند غياب الشمس بمشاعر متضاربة.. منها ذلك الضيق بعدم التنسيق والتنظيم بين القوى المنظمة للتظاهرة وشعوري بالتصارع فيما بينها ومنها ذلك التوتر بسبب ما حل بالثورة من جمود.. لكن لماذا إذن أنقل ما أراه طالما أنني لا أنتمي لمحركي الثورة أو قياداتها أو منسقيها؟ أنقله لهذا السبب بالضبط.... أنقله لأنني مواطنة عادية تتابع المشهد من بعيد ومن زوايا مختلفة..
أولا: تطهير الجيش.. مسؤلية من؟
# الشعب يثق في جيش مصر هذه نقطة لا جدال عليها.. نحن المصريون لسنا فقط نحترم جيشنا وإنما نحبه أيضا ونطمئن إليه.. هذا شعور جمعي راسخ في الوجدان المصري.. وزعزعة هذا الشعور الراسخ ليس في صالح مصر أبدا ولن يكون إلا في صالح أعدائها داخليا وخارجيا، لكن هذا لا يعني أن الجيش مؤسسة ملائكية..
# الجيش قد يكون به فساد ما هنا أو هناك لأنه أولا يتكون من بشر مثلنا وثانيا ظل هذا الجيش كذلك أسيرا لمبارك المخلوع عقودا من الزمن.. فلا عجب إذن أنه قد يطاله فساد عند بعض رجالاته الكبار، وثالثا الجيش ليس هو المجلس العسكري.. المجلس العسكري الآن هو بالنسبة لنا الحاكم السياسي ولو مؤقتا.. والحاكم السياسي يمكن انتقاده في كل لحظة، لكن.. ونؤكد على تلك اللاكن.. ليس وقته في تلك اللحظة الحديث عن تطهير الجيش من بعض فساد طاله.. كما أن تطهير الجيش ليس مهمة شعبوية تنطلق من الشارع إنما هو مهمة دولة وأجهزة سيادية منتخبة الشعب يرضى عنها ولديها المعلومات وسلطات اتخاذ القرارات.. إذن لنبنى الدولة الديمقراطية أولا وتكون أجهزتها المنتخبة مخولة حينئذ بأن تقوم هي بتطهير الجيش (إن) كان فاسدا.. خاصة وخصوصا أنه ليس هناك معلومات لدى الشعب تؤكد ذلك أو تنفيه.. توجد فقط تخمينات أو استنتاجات أو حتى افتراءات لا يعرف مصدرها لكن لا توجد معلومات، # الخلاصة إذن أن تطهير الجيش ليس مهمة الشارع، ومن الخطر حقيقة أن تنحرف الثورة عن مطلبها الأساسي والرئيسي وهو بناء نظام جديد ديمقراطي حقيقي إلى طريق وعر يدخل الشعب الأعزل في صدام مرعب وغبي مع مؤسسة مسلحة بالعتاد الثقيل! صحيح أننا نثق بأن مؤسستنا العسكرية لن تستخدم عتادها ضدنا أبدا.. لكننا إذا استسلمنا للثورية الغبية قد نجرها إلى هذا الطريق لا قدر الله.. والثورية الغبية هي ثورية قد تكون محقة في مطالبها إلا أنها ترتبها بغباء.. ومن يدفع ثمن هذا الغباء هو الشعب في نهاية المطاف.. إذن نحن الشعب لابد أن نساند فقط الثورية الواعية التي تركز على الهدف الكبير.. وكان هذا هدف جمعة التطهير والمحاكمة التي طالبت في مظاهرة سلمية بمطلب غاية في المشروعية وهو محاكمة مبارك المخلوع.. لكن هذا الهدف تاه بنهاية اليوم والنتيجة: أننا لا نتحدث الآن عنه إنما نتحدث فقط عن تحول التظاهرة إلى معركة بالرصاص مع المتظاهرين.. مات فيها قتيل على الأقل مع عشرات المصابين..
# وسبب تلك المعركة بين العسكر والمتظاهرين – الظاهر على الأقل- هو مساندة المتظاهرين لمجموعة من ضباط الجيش الذين انضموا للتظاهرة.. هذا يعني أن مساندة المتظاهرين السلميين لانضمام ضباط من الجيش متمردين على قيادتهم حتى وإن كانوا على حق هو خطأ كبير وهو قرار عاطفي وليس ثوريا.. فالضباط المتمردين على قيادتهم عندما احتموا بالمدنيين المتظاهرين سلميا هم في الحقيقة كمن اتخذوهم درعا بشريا أو رهائن لحماية أنفسهم من عاقبة التمرد على القيادة.. وما عرفناه من التاريخ أن الضباط حين يتمردون فإنهم إما يدبرون انقلابا بسرية تامة أو يمارسون تمردهم في مواقعهم العسكرية، أما أن ينزلوا إلى الميادين ويتخذوا من المدنيين درعا بشريا لحماية أنفسهم فهذا لعب خطر بمصير المجتمع والدولة بل والثورة.. نعم نتعاطف معهم فهم يؤيدون كل مطالب الثورة (هذا إذا كانوا بالفعل ضباطا بالجيش وليسوا أداة مدبرة للوقيعة بين الجيش والشعب.. ونحن لا نعرف لأننا- ولن أمّل من تردادها- لا تتوفر لنا معلومات في هذا الجو الغامض نبني عليها مواقفنا) ونعم قد يكون بعضنا ممتعضا حتى من بعض رجال المجلس العسكري.. لكن هؤلاء الضباط المتمردين انتهجوا طريقة غير مدروسة لم تحسب حسابا لسلام المجتمع ومستقبله بل ومستقبل الثورة ذاتها.. لكن السؤال.. لماذا لجأ الجيش إلى هذا الأسلوب العنيف ضد المتظاهرين لمعاقبة ضباطه المتمردين؟ بينما كان يمكنه ببساطة منعهم أصلا من الانضمام أو الانتظار إلى حين خروجهم بهدوء من الميدان.. لماذا؟ لماذا تزيد بصمتك المتعال من شكوك الناس فيك يا مجلسنا العسكري؟
ثانيا: الحزب الوطني المجرم الطليق
هناك تحقيقات ولجان تقصي حقائق تثبت أن رجال الأعمال أثرياء الحزب الوطني الذين راكموا ثروات غير مشروعة هم من كانوا وراء توظيف البلطجية والخارجين على القانون: أولا في إفساد الحياة السياسية والانتخابات في عهد النظام البائد، وثانيا في إحداث الفوضى أثناء أيام الثورة، وثالثا في قنص المتظاهرين بالرصاص الحي، ورابعا فيما عرف بموقعة الجمل، وخامسا في حرق أقسام الشرطة، وسادسا في أحداث جمعة المحاكمة والتطهير سواء في القاهرة أو الاسكندرية.. فما هذا؟ هؤلاء مجرمون طلقاء.. البلطجية مجرد أداة بشرية بائسة فيها ما فيها من استغلال الفقراء اليائسين عديمي التعليم والحرفة والعمل.. لكن المجرم الحقيقي هو تلك البقايا الطليقة من مجرمي الحزب الوطني.. التي نسميها الفلول.. هذا المجرم يعيد الكرة مرة تلو المرة في تخريب الثورة ومع ذلك لا يجد من يردعه فمن المسؤول؟ لماذا تتركهم يا مجلسنا العسكري وأنت لديك من المعلومات ما هو أكثر بكثير مما لدينا نحن الشعب؟ لماذا يا مجلسنا تزيد بصمتك المتعال من شكوك الناس؟
ثالثا: أسباب التوتر الحالية
لعلني من موقعي كمواطنة عادية استطيع أن أرى أسباب التوتر بعين الذي يرقب الميدان عن بُعد..
أولا: على رأس أسباب توتر المصريين بلا منازع وجود مبارك المخلوع وعائلته خارج دائرة الحساب حتى الآن.. وهو كان الأولى أن يقبض عليه منذ اليوم الأول بعد نجاح الثورة.. كيف إذن يغضب مجلسنا العسكري حين يسمع الناس تقول بأنه يحميه؟!
ثانيا: هذا البطء القاتل في محاكمة المسئولين عن خراب مصر.. البطء الذي جعل الشعب يصغ لمن يقول له إن التباطؤ تواطؤ.. حتى سائق التاكسي حين سألته عن رأيه في اعتقال زكريا عزمي علق قائلا: (بعد إيه؟ سابوه شهرين يهرب فيهم كل شيء وبعدين افتكروا؟ احنا شعب غلبان لا مجلس عسكري واقف جنبه ولا غيره.. ملناش غير ربنا) هذه المشاعر تساوى فيها سائق التاكسي مع المثقف والأفندي.. الجميع يا مجلسنا العسكري يرى التباطؤ إلا أنت!
ثالثا: هذه الريبة التي تداخل قلوبنا بسبب وجود بعض الفاسدين حتى الآن في مواقع القرار في كل أجهزة الدولة: الإعلام الشرطة التعليم الجامعات الصحة الجهات الإدارية بالمحافظات والمحليات.. لا عجب إذن أن يبحث الناس عن القائد الخفي للثورة المضادة فلا يجد أمامه إلا مجلسنا العسكري، والمجلس مستمر في تعاليه الصامت عن الشرح والتفسير.. فلماذا يا مجلسنا وحامينا العسكري تتيح الفرصة لمن يريد الوقيعة فينجح في جذب الناس إلى مقولاته؟!
رابعا: صدور قرارات تثير تحفظ ثم غضب الشعب من قبل حكومة أسميناها حكومة الثورة.. مثل قانون تجريم الإضرابات العمالية ومثل طلب جهاز الأمن الوطني- وريث أمن الدولة غير المأسوف عليه- كشوفا بأسماء الطلاب النشطين في الجامعة ومثل صدور قرار بضرورة موافقته المسبقة على ندوات الجامعة وكأن جهاز أمن الدولة عاد إليهم فقط باسم جديد وغيرها من قرارات تعيد الإحباط للشعب الذي كان مفعما بالأمل مبتسما ملتزما صبيحة يوم خلع الرئيس.. ثم تحول بعد شهرين إلى شعب محبط يمزقه الشك في كل قواه وفي اهم مؤسسة لديه تضمن له البقاء وهي الجيش،
خامسا: الفلتان الأمني الذي يقوض المجتمع بشكل مرعب والشعور الجمعي عند الناس أنه متعمد من قبل الشرطة كمعاقبة للشعب على تحديه لها وانتصاره عليها أيام الثورة.. وظهور تصريحات تؤكد هذا الشعور مثل ذلك الضابط الذي صرح بأن الشرطة لن تعود لحفظ الأمن العام حتى ينتهك البلطجية البيوت ويأتي الشعب ليقبل يد الشرطة .. صحيح أن وزير الداخلية منصور العيسوي أحال هذا الضابط إلى التحقيق بسبب تصريحه هذا- وهذا قرار جيد وسريع- لكن الفلتان الأمني مستمر واسباب استمراره غير واضحة وتلكؤ الشرطة في العودة مازال مستمرا ويثير حفيظة الناس.. وينبئ بأخطار تزيد من توتر المصريين
سادسا: ترك المجتمع لقمة سائغة لمتطرفين خرجوا من جحورهم ليطبقوا أفكارهم السادية القادمة من ظلمات التاريخ على الناس وتناقل الأخبار يوتر الناس فهذا قطعت أذنه وتلك طردت من بيتها وذاك أجبر جبرا على الصلاة ووو.. فمن المستفيد ياترى من هذا الضغط على أعصاب الشعب ومن بيده حل بؤر التوتر تلك ومع ذلك يتقاعص عن المبادرة ..
سابعا: تصارع القوى السياسية المختلفة وتعجلها الغنائم يشيع يأس الشعب منها جميعا.. لو أنها تنظر إلى مصر نظرة استراتيجية لما تحاربت الآن من أجل أهداف صغيرة.. اصدقكم القول أنني كرهتهم جميعا.. يسارا ويمينا ووسطا ومن لا عقيدة لهم.. ويدهشني حقا ثم يؤلمني هذا الشعور العام بين الناس بالاستياء منهم.. على سبيل المثال لماذا يعكر بعضهم صفو التظاهرات السلمية الأسبوعية الضاغطة على ولاة الأمر لتحقيق مطالب الثورة بقرار الاعتصام الذي يشق الصفوف هذا؟ كان للاعتصام دور عظيم في مرحلة ما قبل خلع المخلوع مبارك لكن الآن.. لم يعد الاعتصام الا وسيلة للشقاق بين مختلف القوى المنظمة للمظاهرات ووسيلة لاختراق فلول الحزب الوطني وبلطجيته لقوى الثورة.. واحداث مثل ما حدث في نهاية يوم جمعة المحاكمة.. ربما يكون السبب هو غياب قيادة للثورة وهو الغياب الذي يمثل نقطة ضعف هذه الثورة العظمى.. لكن الآن لعل ما حدث يكون فرصة لحسم هذا الأمر بين منسقي المظاهرات للاتفاق على تعليق الاعتصامات والاكتفاء بالمظاهرات الضاغطة وليكن تعليقها بإرادة الشعب أو ثواره بدلا من فرضها بأحكام عرفية كارثية
ثالثا: المطلوب من المجلس العسكري
المجلس العسكري مسؤول بدرجة كبيرة عما يعانيه المصريون من توتر.. فهو منذ تولىه أمور البلاد يشيع حالة من الغموض المريب المستفز.. لا شفافية هناك.. لديه نوع من التعالي على المجتمع وكأنه الأسمى.. تتملكه روح التمايز فهو من يعرف وأنتم لا تعرفون هو من يفهم وأنتم لا تفهمون هو من يرى المصلحة العليا وأنتم لا تدرون.. (ربما يكون على حق إذا كان لديه وهو بالضرورة لديه معلومات لا تتوفر للعامة.. لكن غياب الشفافية والمعلومات يقتلنا يا مجلسنا.. فلتشعر بنا رجاءً!) المجلس تباطؤه المستفز يدفع الناس لشق صدورهم من الضيق.. لا عجب إذن أن تخرج الاتهامات للمجلس بالتواطؤ خاصة بعد انتشار صور للفيلا الراقية التي يقيم فيها الرئيس المخلوع اقامة جبرية وبعد انتشار الأخبار عن نقل جمال مبارك حقائب ممتلئة بالأموال لنقلها في باخرة هربا بها من البلاد وتواتر الأخبار أن مواطنين حاولوا إبلاغ القوات المسلحة لكنهم لم يجدوا مجيبا.. وكثير من الأخبار التي تثير بلبلة فلا أنت تستطيع التأكد من صحتها ولا أنت بقادر على نفيها وليس أمامك من مفر إلا أن تعيش حالة من الشك في المجلسس العسكري.. هل هو متواطأ مع المخلوع هل هو يحميه فعلا هل يبيعنا المجلس العسكري هل يتغاضى عن أثرياء الحزب الوطني ويتركهم طلقاء يؤجرون البلطجية كل يوم وليلة لنشر الذعر والقلق في المجتمع هل هل هل..
كيف ننقذ مصر
الشفافية الشفافية الشفافية.. أرجوك يا جيشنا العظيم.. بل نرجوك يا مجلسنا العسكري الذي يمسك بالأمور في بلدنا.. هذه لحظة حرجة للغاية.. ضحي به أرجوك إلق به في مزبلة التاريخ من أجل مصر.. اجلبه للمحاكمة أو افعل به ماتراه مناسبا ثم أعلن ذلك بالطريقة التي تراها مناسبة ونعدك نحن الشعب أن نصدق روايتك!.. فقط انزع هذا الفتيل المستفز الذي يأخذ ببلدنا إلى طريق وعرة لا نريدها لنا ولأبنائنا.. التضحية بمبارك الآن مهما كان يعني هذا الرجل بالنسبة لك هي واجب وطني أعظم الآن.. التضحية بمبارك إن كنت تحمه فعلا سوف تهدئ هذا التوتر وتنزع فتيل الشك من قلوب المصريين.. وتعيد إليهم الفرح بالثورة والثقة بك والتي تستحقها فعلا (لكنك مستفز رغم ذلك)! محاكمة مبارك اليوم وليس غدا سوف تعيد الثورة إلى مسارها الأول المتحضر.. أرجوك يا جيش إن كنت فعلا مع الشعب.. ضح به من أجل مصر.. أو.. ليكن الله في عون مصر وشعبها ومجلسها وجيشها إذا ظل هذا المخلوع هناك يرقبنا من بعيد ونحن إلى هذا الحد متوترون بسبب وجوده نستشعر أنه يخرج لسانه لنا.. مرة أخرى.. يا مجلسنا وحامينا العسكري.. تخلص من عبء هذا الرجل وحاكمه.. ضح به من أجل مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.