قال الكاتب الكبير جمال الغيطاني أن الفريق الراحل سعد الدين الشاذلي – رئيس أركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب 73 - تعرض لظلم شديد وصل إلى حد تزوير تاريخ حرب أكتوبر معبرا عن دهشته وحزنه البالغين عندما رأى في صور وماكيتات بانوراما حرب 6 أكتوبر يتم وضع مبارك بدلا من الشاذلي بجوار الرئيس الراحل السادات مؤكدا أن الشاذلي هو المخطط والمدبر وقائد التنفيذ في الحرب. وأضاف خلال مؤتمر تكريم الفريق سعد الدين الشاذلي الذي عقد مساء الأربعاء بنقابة الصحفيين أنه عرف الشاذلي في أوائل الستينيات مثل جميع المصريين حينما ذاع صيته كقائد لواء المصاعقة والمظلات في الكونغو وانه اقترب منه وعرفه انسانيا وراه على الجبهة قائدا عسكريا حينما عمل كمراسل حربي أثناء حرب 73 وأنه كان يكتب كتيبات بها إرشادات كان الغيطاني يحمل أحدها ليعرف من خلالها كيف يتصرف من خلالها ذا وقع في الأسر، مؤكدا أن الشاذلي رمز من رموز العسكرية المصرية وان اسمه سيكون خالدا مثل أحمس وتحتمس وأحمد عرابي وغيرهم من القادة العسكرين الخالدين في تاريخ مصر. ووصف العميد محمد بدر – أحد زملاء وتلاميذ الفريق الشاذلي- الفترة من أكتوبر 73 إلى 25 يناير 2011 بأنها "فترة مظلمة" مطالبا بالإفراج عن وثائق حرب أكتوبر وإعادة التحقيق فيما حدث فيها وبعدها مؤكدا أن القوت المسلحة لم تكن حامية للثورة فقط بل كانت مشاركة فيها من البداية وسوف يجئ الوقت الذي يتم فيه الكشف عن ذلك. وأضاف بدر أن الصراع بين الشاذلي والسادات لم يكن صراعا بين شخصين بل بين مشروعين أحدهما يرى أن 99% من مصير البلد في يد أمريكا ومشروع اخر يرى بلدنا وأمتنا يجب أن تكون مستقلة مضيف قوله: شهادتي للتاريخ أن كل ما قاله السادات عن الثغرة محض كذب متسائلا عن سبب القبض على الشاذلي في نفس وقت الافراج عن جاسوس اسرائيلي. أما المؤرخ عاصم الدسوقي فقال أن التسوية السياسية كان متفق عليها مسبقا مؤكدا أن السادات كان يقول "عايزكم تعبروا القناة شبر شبرين وسيبولي الباقي سياسة" بحسب قول أحد قادة الجيش مشيدا بالسادات. ووصف الدسوقي حرب أكتوبر بأنها حرب "تحريك" وليس "تحرير" مشيرا إلى أن هزيمة 48 و 67 تحققت في إتفاقية السلام عام 79 التي أدت للإعتراف بإسرائيل بلا مقابل، مضيفا أن السادات ومبارك ارادوا ان يضعوا الشاذلي وافكاره في صندوق نسيان التاريخ وانه دفع ثمن ولاءه لمبادءه ودفاعه عنها. من جانبه قال الإعلامي أحمد منصور أن مبارك حرم الفريق أحمد الشاذلي من جميع حقوقه بعدما سجنه فكان يعيش على عائد أرض ورثها ولم يكن لديه أملاك فعاش ومات في شقة متواضعة مؤكدا أنه كان عفيفا ولم يقبل أن يحصل على درع التكريم من قناة الجزيرة الذي لا تزيد قيمته عن 100 دولار إعتقادا منه أنه من الذهب ولم يقبله إلا بشهادة جواهرجي أنه ليس من الذهب معبرا عن سعادته لكونه الإعلامي العربي الوحيد الذي سجل السيرة الذاتية للفريق الشاذلي معتبرا صلاة الملايين عليه في ميدان التحرير صلاة الغائب تكريما من الله للشاذلي. وقال المهندس أكرم كريم –حفيد الفريق الشاذلي- أن جده كان يدافع دائما عن الحقيقة ويحارب في سبيل إظهارها وكان يتمتع بالإنضباط والإلتزام ودائما ما كان يردد "ارجو من الله ان يعيننا ويهدينا ويلهمنا الشجاعة لقول الحق أيا كانت العواقب". قدم الحفل المهندس حسين عبد الهادي وحضره أسرة الفرق الشاذلي كما حضرعدد من الشخصيات السياسية والفنية منهم ممدوح حمزة- الاستشاري الهندسي- ومحمد نور فرحات-الفقيه الدستوري والكاتب الصحفي محمد أمين وجمال تاج –أمين عام نقابة المحامين- ومصطفى الفقي والفنانون رجاء الجداوي وعبد العزيز مخيون وحمدي أحمد وخالد النبوي. وشارك بالحفل الشاعر عبد الرحمن يوسف بإلقاء قصيدة "اكتب تاريخ المستقبل" بينما شدت الفنانة عزة بلبع بعدد من الأغاني الوطنية.