أقر الرئيس مبارك أمس ضمنياً خلال حضوره الاحتفال بعيد العلم بأن حادث نجع حمادي الذي أودي بحياة 6 أقباط وشرطي مسلم يحمل صفة الطائفية، وقال مبارك: برغم تعليماتي بسرعة تعقب مرتكبي هجوم نجع حمادي، ومعاقبتهم بقوة القانون وحسمه فإنني أسارع بتأكيد أن عقلاء هذا الشعب ودعاته ومفكريه ومثقفيه وإعلامييهيتحملون مسئولية كبري في محاصرة الفتنة والجهل والتعصب الأعمي والتصدي لنوازع طائفية مقيتة تهدد وحدة مجتمعنا وتماسك أبنائه وتسيء لصورة مصر مهد الحضارة والتسامح عبر التاريخ. وأثارت تصريحات الرئيس مبارك وتحميله المثقفين والإعلاميين مسئولية أحداث الفتنة الطائفية ردود فعل واسعة بين المثقفين، فقد أبدي الكاتب والروائييوسف القعيد دهشته من كلام الرئيس مبارك، وقال: لاحظت في خطاب الرئيس مبارك في كفر الشيخ أنه لميعط حادث نجع حمادي قدره وتحدث في عموميات أكثر، وهل أدرك الرئيس مؤخراً فقط إن فيه حاجة اسمها مثقفينيمكنهم أنيلعبوا دوراً في هذا البلد؟!، وكما أن المثقفين فيهم مختلف الأطياف، فجسم الدولة فيه نفس الأطياف وربما أكثر تطرفاً لكن الفرق بينهما أن المثقفيكتب وكفي، أما المسئول فيأخذ القرارات. أما الإعلامي الكبير حمدي قنديل فقد رأي أن الرئيس مبارك محق في أن النخبة تتحمل جزءاً من المسئولية، لكن المسئولية كاملةيتحملها نظام الحكم لأسباب عدة، أولها أنه لمينفذ سلطة القانون، ولميتعامل مع الأقباط بعدالة، فالنظام هو المسئول عن عدم إصدار قانون العبادة الموحد حتي الآن، وعن عدم تولي الأقباط مناصب قيادية، وعن عدم ترشيح الحزب الوطني لهم في الانتخابات التشريعية والمجالس المحلية، والأحداث تتكرر دائما أمام نظره، ولميبادر بأي حل، واكتفي بعلاج المسألة بالأمن، ويصور الأحداث علي أنها أحداث فردية وهي ليست كذلك. وقال قنديل: هو النظام لسه فاكر المثقفين ؟ النظام تعامل مع المثقفين طوال الوقت كخدم،يضغط علي زر يتجهوا يميناً، ويضغط علي آخر يتجهوا يساراً، وثلاثة أرباع المثقفين وإعلام البلد في أيديهم، فالدولة تحتكر البث الأرضي الذييصل لأغلبية المواطنين، وتحتكر الصحف الحكومية. وعن كلام الرئيس مبارك حول إساءة الأحداث الطائفية لسمعة مصر، أضاف قنديل : إذا كانوا مهتمين بصورة مصر إلي هذا الحد، فإن التوريث وحكم الفرديسيء إلي سمعة مصر، والفقر والجريمة والناس اللي بتاكل وتشرب من مياه المجاري، وفشل الدولة في مواجهة السيول مؤخراً وكل الكوارث التي تحل بنا، كل هذايسيء إلي سمعة مصر! أما المفكر والكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة فقال إن إلقاء اللوم علي المثقفين والإعلاميين لنيحل مشكلة المساواة بين المصري والمصري، المسلم والقبطي، فهذا كلام عام، لايضمن الحقوق المدنية المتكافئة المتوازية، وأعتقد أن الرئيس قال هذا الكلام لأن مستشاريه قالوا له لازم تقول الكلام ده، وهو ده اللي قدروا عليه، كلام إنشائي، لكن الأمريتطلب لعلاجه تعديلات تشريعية أساسية.