كثرت الاجتماعات والاحتفالات والائتلافات الخاصة بالثورة المصرية ولكن الشارع يحتاج الي جهود الجميع من مثقفين وشباب وغيرهم لاعدادهم للمرحلة القادمة ولاسيما الانتخابات البرلمانية والرئاسية. لاغضاضة في كثرة تلك الاجتماعات والائتلافات للنقاش حول المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر والمستقبل, بل ان ذلك امر طبيعي بعد الثورة. ولكن لايجب ان يقتصر الدور حبيس الاجتماعات والخطب والخطط ولكن هناك ضرورة لتحرك عملي يشمل ربوع مصر المختلفة يصل الي القري والنجوع لتجهيز الشعب المصري ليشارك في العملية السياسية بعلم ووعي حتي يتحقق الهدف من الانتخابات بوصول الشرفاء والاكفاء الي البرلمان وسدة الرئاسة. تعرب فئات الشعب المختلفة عن رغبتها في الانضمام لاي حزب يعبر عن اهداف الثورة ومطالبها باقامة الحرية والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية التي تقوم علي المواطنة. هولاء المواطنون في حيرة من امرهم يريدون من يوجههم الي المعايير الواجب توافرها فيمن يرشحون في الانتخابات المقبلة. ترك المواطنين البسطاء للحزب الوطني المنتشر في ارجاء مصر ولرجال الاعمال الذين يشترون الاصوات وللاخوان المسلمين المنظمين تنظيما يجب احترامه وتقديره يكون ظلما وخيانة للثورة والثوار واحلام الشعب المصري البسيط الذي تعاطف مع الثورة لانهم يريدون حياة كريمة وعادلة ورفع الظلم والفقر عنهم. ان الائتلافات العديدة للثورة لها امتدادات في محافظات مصر وخطوط اتصال مستمرة. لابد من الاستفادة من تلك الشبكات في تشجيع كل منطقة علي اخيتار عدة مرشحين يصلحون للبرلمان والرئاسة. يعقب تلك الخطوة محاورة تلك الشخصيات من خلال البرامج التليفزيونية ولقاءات علي الصحف ومجمعات انتخابية يتحاور فيه الشخص المرشح مع اهالي الدائرة ليعرفوه ويقفوا علي برنامجه وعلي خلفيته وكفاءته. تقوم تلك الائتلافات بعد ذلك بمساعدة هؤلاء المرشحين في الدعاية الانتخابية حتي يكونوا جاهزين ويصوت لهم الناس بناء علي معرفة وليس علي اسس اخري كانت متبعة في السابق. بدأ الحزب الوطني والاخوان المسلمين التحرك للمنافسة في الانتخابات القادمة ولايمكن لومهما علي ذلك. ان ميادين مصر وليس ميدان التحرير فقط مفتوحة امام الجميع والشعب متعطش لوجوه مصرية تتمتع بالنزاهة والكفاءة لتدشين مستقبل مصر. لاتوجد قيود امام تلك التحركات وبالتالي يجب اخذ زمام الامور والتمترس حول تلك اللحظة التاريخية لقوي المجتمع المدني المصري. لامجال للكلام وانما حان وقت العمل. ان هذا المسار العملي لايتنافي مع مسار اخر وهو الضغط علي المجلس الاعلي للقوات المسلحة لمد الفترة الانتقالية الي عام بدلا من ستة أشهر. ان سيناريو الستة اشهر بدون تحرك الائتلافات صوب القواعد الشعبية سوف يفضي الي سيناريو حماس وفتح مرة اخري. ثنائية القطبية بين الحزب الوطني والاخوان المسلمين لن يكون في صالح مصر وسيؤدي الي انقسامات في المجتمع وقد يفضي في المقام الاخير الي عودة النظام القديم وقمع الاخوان المسلمين. لاتزال فزاعة الاخوان المسلمين حية لدي الغرب ولاسيما الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وقد استبعد رئيس الوزراء البريطاني كاميرون الاخوان من الحوار الذي اجراه مع بعض قوي المجتمع المصري. وبالتالي فان بعض التحليلات تري ان التسريع بعملية الانتخابات يصب في السيناريو الاكبر وهو اعادة النظام القديم في ثوب جديد. وفي هذا السياق لايخدم الاخوان قضيتهم وامتداد شعبيتهم خارج دوائر الاخوان بالتركيز علي الجانب الديني وتخويف الاخرين من وجودهم بحرية علي الساحة السياسية. فعلي الاخوان المسلمين تفويت الفرصة لحدوث هذا السيناريو من عودة النظام القديم الذي لايزال موجودا بصورة كبيرة وعلي مستويات مختلفة في دوائر الحكم المختلفة. في النهاية اود القول ان الساحة جاهزة ومعدة لتنشيط الاغلبية الصامتة المتعطشة للمشاركة السياسية وعلي ائتلافات الثورة المختلفة ان تقتنص تلك الفرصة التي لوضاعت قد لاتعود مرة اخري.