قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إن كثيرا من العرب يعتقدون إن التغييرات الحالية تمثل بزوغ لفجر عهد جديد بعد قرون من القمع والذل من قبل الاستعمار والقادة والرؤوساء المستبدين. وقالت الصحيفة إن الثورات التي هزت شمال إفريقيا والشرق الأوسط تدور حول عدة أمور أساسية، من أهمها الاشتياق إلى الاحترام بعد عقود من القمع والوعود الزائفة. ونقلت عن محمد محمود – صبي عامل – إن تكون مصريًا قبل الثورة شئ وبعدها شيئًا مختلفًا تمامًا، حيث ردت الثورة المصرية للمصريين كرامتهم مرة أخرى. وأضافت إن كثيرًا مثل محمود لا يرون العالم في إيديولوجيات، فهم يريدون بناء أحلامهم بعد أن أنكر العالم العربي وجودهم طويلاً. كما نقلت عن راندا حبيب – صحفية أردنية – إن الكرامة أصبحت هي الشئ الذي يبحث عنه هؤلاء الأشخاص، وهذه هي روح وقلب الثورة. وأضافت الصحيفة متسلحين بالضيق والضياع الذين عانوا منه لفترات طويلة، تشارك العرب بشجاعهتم واعتقادهم بأن كل شئ ممكن. ولكن مازالت الأيام القادمة غامضة ولا أحد يعلم ما يمكن أن يحدث فيها ولكن، سيستجيب القادة الذين ظهروا مؤخرًا إلى الأصوات الجريئة والفخر المسترد. سيكون هناك أخطاء وخيبة أمل في الشهور القادمة من دون شك وسينتشر الفقر وسيتم التلاعب بالحريات السياسية. وقد شعروا بهذا ذات مرة في الخمسينات، عندما عرض الرئيس جمال عبد الناصر رؤيته عن العروبة. ولكنها فشلت وأصبحت الروح العربية منذ هذا الحين في نزاعات شئ مهمل من قبل الملكيات والأنظمة الاستبدادية. وقد أصبح الآن العرب أخوة وأخوات. فترى الأطباء المصريين ينقلون الإمدادات الطبية عبر الحدود الليبية لإسعاف الجرحى هناك. العمال في تونس يرسلون رسائل تشجيعية إلى المحتجين في الجزائر. المدونون في السعودية يستلهمون بما يتم كشفه عن القيود الصارمة لمملكتهم الإسلامية. ونقلت لوس أنجلوس تايمز عن سيد أحمد – أحد المتظاهرين باليمن، إنه يتابع المحتجين في مصر وتونس وليبيا عبر التليفزيون ويشعر وكأنهم أخوته على الرغم من إنه لم يقابلهم من قبل ولكنهم أخوته، فكلهم عرب. لديهم تاريخ عريق وهم يقفون الآن وقفة رجل واحد ليقولوا: "نحن أحرار." وأشارت الصحيفة إن كثيرا من العرب يعتقدون إن ما يحدث الآن هو بداية جديدة للعالم الإسلامي الذي كان مثالاً يحتذى به في العلوم والفنون منذ القرن الثامن وحتى القرن الثالث عشر. هذا العصر الذهبي تبعه أجيال من الاستعمار والحكام الفاسدين والتحالفات السياسية المرتبطة بالنفط والموارد وتأسيس دولة إسرائيل وزيادة المنظمات الإرهابية الإسلامية. ونقلت عن أنور حمادي – أحد متظاهري اليمن – إن العرب اعتادوا على أن يكونوا نواة الثقافة. فهم مخترعو مادة الرياضيات وهم علماء وباحثين. وكان العالم بأسره يتخذ من الكتب العربية مرجعًا له. وأضاف: "انظر إلينا الآن، نحن الأفقر في العالم، جبناء وقبليين وجهلاء. لماذا؟ لأننا سمحنا لأنفسنا أن يتم ترويضها وقيادتها مثل الكلاب من قبل الزعماء واللصوص. ولكن، بثوراتنا في مصر وتونس وليبيا واليمن، نحن نقول لا، نقول إن لدينا كرامة ونحن فخرون بها." وقالت الصحيفة إن هذا الفخر العظيم قد نبع من أجيال لطالما كانت تلوم إسرائيل والولايات المتحدة الإمريكية لنشرهم واستغلالهم لضعف الشرق الأوسط. راقب العرب مكانتهم الدولية وهي تتدهور وتنحدر. جردهم القادة المستبدين من حرية التعبير السياسي. وعلى الرغم من إن معظم العرب نشأوا مرتابين من التطرف الإسلامي، إلا إن الديمقراطية انتشرت عبر الكوكب. ولكن، كانت المشكلة الأكبر لكثير من الناس هي الاضطرابات الاقتصادية خاصة في بلد مثل مصر، البلد التي كانت الإصلاحات فيها مجرد أقنعة تخدم مصالح الأغنياء على حساب الفقراء والطبقة المتوسطة. وهذا هو السبب في مغادرة ملايين العرب لبلادهم بحثًا عن العمل في أوروبا ودول الخليج الفارسي الغنية بالنفط وإن كلفهم ذلك عدم رؤية أطفالهم وعائلاتهم لشهور، إن لم يكن لسنوات. وكانوا يرسلون الأموال من هناك إلى عائلاتهم. ونقلت الصحيفة عن هيثم أحمد – أحد الميكانيين بجنوب القاهرة – إنه أراد الزواج، ولكن ليس لديه المال اللازم للقيام بهذه الخطوة، الأمر الذي أدى به إلى ترك خطيبته. وهو يشعر كثيرًا بإنه فقد جزءًا من نفسه، خصوصًا حينما كان يجبر على دفع الرشاوي من قبل البوليس المصري. ونقلت عنه إنه عندما كان يذهب لمقابلة خطيبته، كان يضطر لأخذ 50 جنيه إضافية في جيبه ليدفعها للشرطة حتى يتركوه الذهاب إلى منزله ليلاً. وإنه كان يشعر بعدم الأمان لفترة طويلة. ولكن، لم يعد كذلك الآن لأنه يشعر ولأول مرة إن المصريين أحرار وكلنا يد واحدة. كما عبر عن أسفه تجاه ما يحدث في ليبيا، مضيفًا إنهم مثلنا تمامًا، فلا يمكن أن يقف شخصًا أمام رصاصة إلا إذا كان مظلومًا حقًا.