قالت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر اليوم أن دخول يوسف القرضاوي لمصر – الممنوع من دخول الولاياتالمتحدة وبريطانيا لآرائه المضادة لإسرائيل – وإلقاءه الخطبة الأولى في مصر منذ ما يقرب من نصف قرن جاء كدليل على التغير الكبير الذي يحدث بمصر الآن، مؤكدة أن القرضاوي ظهر بقوة ليعمل على رسم طريق للدولة المصريين التي ولدت بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع مبارك. وأشارت الصحيفة إلى أن تحذير الجيش للمواطنين من مواصلة المظاهرات والإضرابات التي تضر بالاقتصاد القومي وكذلك السماح للسفينتين الحربيتين الإيرانيتين بالعبور خلال ممر قناة السويس الملاحي لأول مرة منذ ثورة إيران 1979م – والذي اعتبرته إسرائيل عملا استفزازيا – تعد جميعا دلائل قوية على التغير الشامل للأحداث بمصر. وتعود الصحيفة لتقول أن الخطبة التي ألقاها القرضاوي أمس الجمعة بميدان التحرير والتي أذاعها التلفزيون المصري قد حثت المصريين بشكل كبير على التمسك بمطالبهم وضرورة العمل على تغيير البلاد بشكل جذري خاصة بعد أن رزحت مصر 30 عام تحت وطأة حكم ظالم ديكتاتوري لمبارك المخلوع، ناقلة قول القرضاوي أنه "لا يمكن تأجيل التغيير بعد أن بدأ لأن العالم العربي بأكمله بدأ يتغير". ولفتت الصحيفة إلى حث القرضاوي للجيش على تسليم السلطة إلى الحكومة المدنية التي تقوم على الديمقراطية والحرية وفاء بالوعد، وكذلك دعوته للجيش بفك أسر جميع المعتقلين السياسيين وتصفية الحكومة من حلفاء نظام الرئيس المخلوع. فيما قال أحد أساتذة جامعة نوتردام ويدعى عماد شاهين للنيويورك تايمز أن خطبة القرضاوي في ميدان التحرير سيكون لها تأثيرها على المتظاهرين الذين دعمهم الشيخ بخطبته للتمسك بمطالبهم.