تعرض قناة الجزيرة مساء اليوم الخميس في الساعة السابعة وخمس دقائق، الفيلم الوثائقي «الموالد.. إبحار في روح مصر الشعبية»، وهو الفيلم الذي يغوص داخل عالم الموالد الإسلامية والمسيحية في مصر، ويرصد كيف أن طقوس المصريين الشعبية لاتختلف باختلاف الديانة. وبحسب حسين عبد الغني - مدير مكتب قناة الجزيرة في القاهرة والمنتج الرئيسي للفيلم - فإن العمل استغرق ما يقرب من ثلاث سنوات كاملة، لأن صناعه أصروا علي توثيق مئات الموالد الكبري والصغيرة في مصر، وهو أمر شديد الصعوبة لأن تواريخ إقامة الموالد تتحدد وتتغير بحسب الموروثات الشعبية وطبيعة الطقس ومواسم الزراعة وأيضا بحسب التدخلات الحكومية. وقد زار فريق العمل مقامات أولياء «لا يعرف أحد عنها شيئا» كما يقول «عبد الغني»، مثل مقام الشيخ عويس الذي تتطلب الوصول إليه الصعود إلي أحد الجبال في أسوان علي ارتفاع خمسة كيلومترات في ظهيرة أحد أيام شهر أغسطس شديدة الحرارة، كما يوثق الفيلم للموالد الأربعة الكبار «البدوي- الدسوقي- الرفاعي- الشاذلي»، مع الإشارة إلي أن المولد الأخير يقام في طريق الحج القديم في الصحراء الشرقية، وذلك إلي جانب موالد آل البيت مثل السيدة زينب والحسين ، ومعها موالد زين العابدين، وعبد الرحيم القناوي، ومولد أبو الحجاج في قنا، الذي يعتبره منتج الفيلم مع مولد السيد البدوي في طنطا «أكثر الموالد الشعبية إثارة للدهشة». ويوثق الفيلم أيضا للموالد المسيحية الكبري مثل موالد العذراء في درنكة والمحرق ومولد مارجرجس في شبرا وغيرها، بالإضافة إلي بعض الموالد المحلية في الوراق والإسكندرية والمنيا وأسيوط، وهي الموالد المغلقة علي أتباعها فحسب. وبعد الانتهاء من تصوير الفيلم، وجد فريق العمل نفسه مدفوعا لإنجاز فيلم آخر يرتبط أيضا بالموالد بعنوان «الموالد.. علاقة الصوفية بالسياسة»، وذلك بعد أن توصلوا أثناء بحثهم إلي أنه إذا كانت الموالد المسيحية تنظمها الكنيسة وهي المؤسسة المسيحية الرسمية، فإن الموالد الإسلامية لا علاقة لها بالأزهر، ومن يقوم بتنظيمها «الحركة الصوفية» وحدها، وينفي الفيلم الثاني- الذي يعرض في نفس التوقيت مساء الخميس 28 من هذا الشهر- مقولة أن الصوفيين لا علاقة لهم بالسياسة، موضحا أن أتباع تلك الحركة قد يقتربون من 15 مليونًا، وهو عدد يجعلها رقما صعبا في المعادلة السياسية في مصر عبر كل العصور.