بعد مرور خمسة أيام علي الزلزال المدمر الذي ضرب هاييتي، انتشلت فرق الإنقاذ 61 شخصا أحياء من تحت الأنقاض في العاصمة بورت أوبرنس وسط عجز المستشفيات عن استيعاب المزيد من الجرحي وانتشار آلاف المشردين في الشوارع. وتمكنت فرق الإنقاذ الدولية من إنقاذ هؤلاء الناجين في وقت متأخر من مساء أمس الأول، أي بعد مرور أكثر من خمسة أيام علي وقوع الزلزال. يأتي هذا بعد إعلان رئيس وزراء هاييتي ماكس بيليريف انتشال 25 ألف جثة، في حين تتواصل عمليات انتشال جثث ضحايا الزلزال. في الوقت نفسه، أمضي عشرات الآلاف لليوم الخامس ليلتهم في العراء خوفًا من حدوث هزات ارتدادية برغم انتشار آلاف الجثث المتحللة في الشوارع، وهو ما ينذر باحتمال تفشي الأوبئة وسط الناجين من الزلزال الذي بلغت قوته سبع درجات علي مقياس ريختر. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: إن مستشفياتها لم تعد قادرة علي استيعاب المصابين، وأشار المتحدث باسم اللجنة إلي أن شوارع بورت أوبرنس تمتلئ بآلاف المشردين الذين لا يجدون مأوي لهم. وفيما يتعلق بأعمال الإغاثة، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لدي وصوله إلي مطار بورت أوبرنس لدعمها: إن هناك ثلاث أولويات للمنظمة الأممية هي: إنقاذ أكبر عدد من الناس، وزيادة المساعدات الإنسانية، وضمان توزيع الكمية الضخمة من المساعدات التي وصلت هاييتي. من جهته قال ضابط أمريكي: إن حوادث عنف تعرض لها أحد عمال الإغاثة المسئولين عن توزيع المساعدات ما يستدعي الاهتمام بأمن عمليات الإغاثة، وأضاف أن القوة الأمريكية المكونة من 1000 جندي ستعمل علي هذا الصعيد بالتنسيق مع قوة الأممالمتحدة والشرطة المحلية. وأدي انتشار عمليات السطو علي مواد الإغاثة إلي إبطاء عمليات توزيع الأغذية والماء الصالح للشرب والمواد الطبية، وتطلق دوريات للشرطة في شوارع بورت أوبرنس النار في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع بين الحين والآخر لتفريق اللصوص. وتتنامي مشاعر التذمر والغضب لدي عدد كبير من الهايتيين بسبب تأخّر وصول المساعدات الدولية وسوء توزيعها في مناطق عديدة خاصة تلك الموجودة خارج العاصمة. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد بحثت أمس الأول مع رئيس هاييتي «رينيه بريفال» في مطار العاصمة توزيع المساعدات، وأوضحت أن فرق الإنقاذ الأمريكية ستعمل علي توزيع المساعدات في المناطق الواقعة خارج العاصمة. وتولي الجيش الأمريكي السيطرة علي مطار بورت أوبرنس الجوي بدعم من حاملة الطائرات كارل فينسون التي تعمل بالطاقة النووية ووصلت إلي هاييتي الجمعة الماضية. في سياق متصل، قالت كريستينا جالاتش- المتحدثة باسم الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي-: إن وزراء الاتحاد سيطالبون بعقد مؤتمر دولي لمساعدة هاييتي عندما يعقدون اجتماعًا طارئاً لوزراء التنمية في دول الاتحاد. وسيقدر الوزراء تكلفة تقديم الإغاثة لما وصفتها الأممالمتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية منذ عقود، إضافة إلي إعادة بناء الدولة الواقعة بمنطقة الكاريبي والقريبة من كوبا. وأرسلت عشرات الدول طائرات علي متنها فرق إنقاذ وأطباء وخيام وغذاء ودواء وغير ذلك من الإمدادات، لكنها واجهت اختناقات في مطار بورت أوبرنس الصغير. وتقدر منظمة الصحة للبلدان الأمريكية عدد القتلي بأنه يتراوح من 50 إلي 100 ألف شخص، في حين يقدره رئيس الوزراء الهاييتي، جان ماكس بيليريف، بحوالي 100 ألف «كحد أدني».