الحاجة صفية حسين حسن: مضت الأيام وغادرتي دنيانا إلي لقاء ربك ، يا كتلة الحنان والمشاعر الفياضة يا أعظم أم. توفيت في صلاة الفجر وهي ناطقة بكلمة التشهد قبل أن تسلم روحها الطاهرة راضية مرضية. أبناؤك وأحفادك فقدوا حنانك وعطاءك الفياض الذي لم تبخلين به علي أحد أو أي أحد عرفك. فلمس فيك أنك أم عظيمة وبحر حنان، لا يوجد له حدود، كنت أتمني أن أكرمك الأم المثالية ،ولكن لم يكفيك أنني كتبت مجلدات عن عظمتك وأخلاقك وحنانك وروحك السمحة. ضحيت من أجل أبنائك، ابنتك مديحة فقدت أغلي وأحب وأعز الناس وكان أصعب فراق، فلن أعطيك حقك فهو في ميزان حسناتك عند المولي عز وجل. ولن أستطيع أن أقول سوي إني أشتاق وأتشوق إلي لحظة لقائك. وأدعو الله أن تكوني من المرحومين بالعفو والمغفرة، وأن يجعل الله قبرك روضة من رياض الجنة، وأن نشرب معا من حوض رسول الله صلي الله عليه وسلم. كما ندعو المولي جلت قدرته أن يغسلك بالماء والثلج والبرد، وأن ينقيك من الذنوب والخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس، ويبدلك دارا خيرا من دارك وأهلا خيرا من أهلك وزوجا خيرا من زوجك، ويدخلك الجنة ويجيرك من عذاب القبر وعذاب النار، وأين نحن من سيدنا محمد خير خلق الله عندما توفي ولده إبراهيم فقال «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزنون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصبتي وأخلف لي خيرا منها».