ازدادت مخاوف سكان الحدود المصريين على الحدود مع غزة هذه الأيام مع التصعيد المستمر بين إسرائيل وحماس وتكثيف قوات الاحتلال الإسرائيلي من استعداداتها العسكرية على حدودها مع قطاع غزة بما يشبه الاستعداد لحرب جديدة على القطاع. وتصاعدت أعمال العنف على الحدود بين إسرائيل وغزة هذا الشهر رغم إعلان كل من إسرائيل وحماس أنهما لا ترغبان في التصعيد. سكان الحدود المصرية البالغ عددهم نحو 45 ألف نسمة لديهم مخاوف من عودة الحرب على القطاع وأن يعانوا من ليالي الرعب من جديد بفعل القصف الإسرائيلي لمناطق الأنفاق على الشريط الحدودي مما يتسبب في انهيار العديد من المنشآت والمنازل وإصابة عددا من السكان المصريين بالشظايا والرصاص العشوائي . فيما تزداد المخاوف لدى الأجهزة الأمنية من اقتحام الآلاف الفلسطينيين الحدود في حالة تعرض قطاع غزة لعدوان إسرائيلي واسع مثلما حدث أثناء الحرب الإسرائيلية الأولى على القطاع. بعض السكان برفح المصرية يؤكدون أن وقوع حرب جديدة على القطاع سيزيد من أسعار السلع نتيجة لجوء المواطنين إلى تخزينها خوفا من اختفائها . وتشكل رفح المصرية البالغ عدد سكانها 40 ألف نسمة امتدادا لمنطقة رفح في قطاع غزة ولا يفصلهما سوى شريط شائك. وكان الرصاص الإسرائيلي العشوائي قد أدى إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 14 شخصا من سكان المناطق القريبة من الحدود قبل الانسحاب الإسرائيلي من غزة. يقول مصطفى المصري 28 عاما التوتر في غزة واضح..هناك قصف يتم لمنطقة الشريط الحدودي من وقت لآخر ..بعض النوافذ الزجاجية هنا تحطمت في الغارة التي شنتها الطائرات الإسرائيلية أول أمس نتيجة قوة الانفجار . ويضيف: أطفالنا يصحون من النوم وهم في حالة فزع بسبب قوة الانفجار..أنهم لم ينسوا أيام الحرب الأولى على غزة حيث كانت حركة الطيران الإسرائيلي وعمليات القصف لا تتوقف. وتقول السيدة أم حسين وهي سيدة مسنة : نحن نخشى على أطفالنا من إصابتهم بالرصاص العشوائي في حالة حدوث أي اقتحام إسرائيلي لغزة وتبادل إطلاق الرصاص والقذائف بين حماس والجيش الإسرائيلي. وتضيف أن القذائف كانت تسقط على الجانب المصري وتصل إلى المنازل التي تبعد مئات الأمتار عن خط الحدود. ومنذ الحرب الأولى على غزة وانتعاش تجارة الأنفاق وتشدد السلطات المصرية من إجراءاتها الأمنية داخل مدينة رفح. ويبدأ الانتشار الأمني من منطقة الماسورة التي تبعد نحو خمسة كيلو مترات مكن مدينة رفح حيث يتواجد عند هذا الحاجز شاحنات للشرطة كما وضعت الحواجز الحديدية على الطريق ويتم التأكد من هوية جميع الركاب والسيارات التي تكون في طريقها إلى رفح بواسطة رجال امن مصريين بلبس مدينة. وعلى طول الطريق من بوابة صلاح الدين وعند المدقات الجبلية بين مصر وغزة تقف شاحنات للشرطة المصرية. ويقول أبو عزام وهو واحد من سكان الحدود المصرية برفح:عشرات السكان على الشريط الحدودي تركوا منازلهم التي أصبحت على وشك الانهيار نتيجة القصف الإسرائيلي لمناطق الأنفاق على الشريط الحدودي مع مصر . وأضاف أن التوغلات العسكرية الإسرائيلية المحتملة لغزة تصيبنا بالرعب بعد فترة هدوء استمرت عدة أشهر.. أصوات الانفجارات في الماضي كانت تهز جدران المنازل وتحطم النوافذ والشبابيك . وتضرر عدد من المنازل والمنشات المصرية من قبل جراء القصف الإسرائيلي لمناطق فلسطينية قرب الشريط الحدودي مع مصر في أوقات سابقة. وقال مدحت على 29 عاما وهو أحد الوافدين من محافظة الدقهلية للعمل في رفح: أصوات الطائرات الإسرائيلية تسمع هنا بوضوح قبل القصف لم نستطيع خلال الأيام الماضية النوم بشكل طبيعي بسبب الغارات الإسرائيلية.. نحن نرى الدخان ونشم رائحة البارود من خلف النوافذ. ورفعت أجهزة الأمن المصرية منذ يوم السبت رايات حمراء على الحدود بين قطاع غزة ومصر لمنع المصريين من الاقتراب من خط الحدود بسبب وجود عمليات قصف للأنفاق على الجانب الفلسطيني من الحدود. ويقول مسؤول محلي بمركز ومدينة رفح أنه سيتم رفع درجة الاستعداد بالمدينة في حالة ازدياد التوتر بالمنطقة الحدودية ، لكن الوضع حتى الآن لا يستدعي ذلك. وأضاف انه في حالة إعلان حرب جديدة على غزة سيتم رفع رايات حمراء على خط الحدود لمنع الاقتراب منه كإجراء احترازي لضمان عدم إصابتهم بالرصاص والشظايا الطائشة. وتابع أن غرفة العمليات لم تتلقى أي بلاغات خاصة عن وقوع إصابات بمنطقة الحدود جراء عمليات القصف الإسرائيلي التي تمت خلال الفترة الماضية. وأشارت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة يوم الجمعة إلى أنها تريد نزع فتيل التوتر مع إسرائيل والذي تزايد خلال الأسبوع المنصرم وأكدت رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق النار مشترك. ونشبت حرب بين إسرائيل وحماس على مدى ثلاثة أسابيع في قطاع غزة قبل عامين ووقعت عدة حوادث لتبادل إطلاق النيران عبر الحدود المتوترة منذ ذلك الحين لكن هذه الحوادث تزايدت في الآونة الأخيرة. وأطلق نشطاء فلسطينيون 26 صاروخا وقذيفة مورتر على إسرائيل الاسبوع الماضي من بينها صاروخ انفجر بالقرب من روضة أطفال. وقتلت غارة إسرائيلية فريقا لإطلاق صواريخ مؤلفا من خمسة رجال وقتل راعي أغنام بالرصاص بالقرب من الحدود