مع اشتعال الأزمة بداخل داخل الحزب الناصري اصبح هناك سؤال طبيعي يتردد بقوة حول " السيناريوهات " المتوقعة للخروج منها و امكانية ان تؤدي هذه الازمة الي دخول الحزب في نفق التجميد ليلحق بالعديد من الاحزاب المصرية التي دخلت الي نفس النفق المظلم . حتي هذه اللحظة فإن هناك اربعة سيناريوهات رئيسية ستكون هي الاقرب للتحقق بداخل الحزب خلال الفترة المقبلة ، اولها بالطبع سيناريو تجميد الحزب عبر قرار من لجنة شئون الاحزاب السياسية ، و هو السيناريو الابعد و الاصعب حدوثا لعدة اسباب منها ان الصراع حتي الان هو مجرد صراع تنظيمي علي " فرض اجندات " و قرارات محددة و لم يتطور الامر او يتحول الي صراع علي موقغ تنظيمي لا سيما موقع رئيس الحزب و هو الصراع الذي ادي لدخول اغلب الاحزاب الي نفق التجميد ، اما الامر الثاني و الاهم فإن النظر الي المشهد السياسي في مصر يؤكد ان الدولة نفسها ستسعي للحفاظ علي وحدة الحزب لعدة اسباب اهمها ان " الناصري " هو احد الاحزاب " الرئيسية " التي يحق لها خوض انتخابات رئاسة الجمهورية و هو ما يعني بالنسبة للدولة ضرورة الحفاظ علي وحدته حتي تمر انتخابات الرئاسة ، فتجميد الحزب يعني ان منافسي الرئيس مبارك – او نجله جمال – في الانتخابات القادمة سيصبحون هم مرشحو الاحزاب الصغيرة من نوعية حزب السلام الديمقراطي و حزب العدالة الاجتماعية و هو ما يهدد المشهد الذي يسعي النظام الحاكم الي تصديره للخارج ، مع ملاحظة ان الاحزاب " الرئيسية " التي يحق لها الترشيح لانتخابات الرئاسة القادمة هما " الناصري و التجمع فقط " . بما يعني ان المفارقة قد تجعل من السيد صفوت الشريف الامين العام للحزب الوطني الحاكم وسيطا لانهاء ازمة حزب معارض من المفترض انه يسعي لتغيير النظام السياسي القائم !! السيناريو الثاني المتوقع حدوثه بداخل الحزب الناصري خلال الايام القادمة هو حدوث انشقاق كبير بداخل الحزب يقسمه الي " جبهتين " – جبهة حسن و جبهة عاشور يكون لكل منهما انصاره و مقره – و ربما جريدته - علي غرار ما حدث بحزب الغد " جبهة نور و جبهة موسي " و لكن تحقق هذا السيناريو يلزمه رغبة من الدولة في التخلص من الحزب عبر احداث انشقاق كبير بداخله دون الوصول الي تجميده بشكل نهائي و هو امر مستبعد حتي هذه اللحظة . السيناريو الثالث الذي ربما تحمله الايام القادمة الي الحزب الناصري هو ممارسة ضغوط كبيرة من اعضاء بداخل الحزب ليسوا طرفا في الصراع الدائر الان من اجل ابعاد قيادات الجبهتين – سامح عاشور و احمد حسن – عن قيادة الحزب حتي مرور الانتخابات الداخلية و هنا يمكن لهؤلاء طرح اسماء تتمتع بثقة بداخل " الناصري " لقيادة الحزب حتي اجراء الانتخابات مثل الدكتور حسام عيسي – نائب رئيس الحزب المستقيل – و احمد الجمال و غيرهم ، هذا السيناريو تدعمه الاخبار المتواترة عن تحركات لعدد من الاعضاء بالمحافظات ضد ما يحدث الان من صراع و هم يرفعون شعار " لا حسن و لا عاشور " . السيناريو الرابع و الاخير و الاقرب للتحقق هو دخول عدد من القيادات الناصرية للبدء في اجراء جهود وساطة بين الجبهتين للوصول الي حل وسط لازمة الحزب والخروج من الازمة المشتعلة الان بمنطق " لا فائز و لا مهزوم " وقد تواترت الانباء ايضا عن تحركات بدأها محمد فائق وزير الاعلام الاسبق و قد ينضم الي هذه الجهود سامي شرف و ربما عدد من اسرة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر او شخصيات ناصرية عربية – من سوريا او لبنان او الاردن – . الغريب ان الازمة اذا انتهت بهذا الشكل فإن هذا الامر يعني ان كل ما كان " يناضل " من اجله قيادات الجبهتين بداخل الحزب لم تكن امورا مبدئية كما اوحي هؤلاء و لكن كانت مجرد خلافات و صراعات اعتدنا عليها داخل الاحزاب المصرية التي لم تستطع منافسة النظام الحاكم علي السلطة فقررت " منافسة " نفسها علي موقع الرئاسة ... رئاسة الحزب طبعا!