اتهمت تقارير صحفية وحقوقية أوروبية عصابات التهريب بسيناء بتعذيب المهاجرين واغتصابهم وقتل شماسين أرثوذكسيين. وقالت أميرة الطحاوي وهي صحفية مصرية مهتمة بالشأن الأفريقي إن تقارير نشرت بالصحف الايطالية تؤكد أنه تم فصل نحو 100 من المحتجزين الإريتريين عن بقية المجموعة المؤلفة من 250 محتجزا على الأقل في نقاط حدودية بسيناء. وقتل اليوم السبت اثنين منهما قيل إنهما شماسان أرثوذكسيان أرجعت التقارير سبب قتلهما لاعتقاد المهربين أن هذين الشخصين وراء الاتصال بالمنظمات بالخارج ونقل بعض التفاصيل عن ظروف ومكان احتجاز بقية المجموعة. وتضيف الطحاوي أن المهربين يقومون باتصالات عبر الهاتف (أرقام مصرية وإسرائيلية وساتلايت ثريا) مع إريتريين وإثيوبيين داخل إسرائيل للتفاوض حول المبالغ المطلوبة للإفراج عن اللاجئين والمهاجرين. وللأسبوع الثاني على التوالي، تناول البابا بنديكتوس السادس عشر الأحد الماضي معاناة هؤلاء المحتجزين. كما دعا البرلمان الأوروبي إلى إرسال مفوض أوروبي للقاهرة فورا لبحث هذه الأزمة. ونشرت الطحاوي على مدونتها على الانترنت "كشف" تقرير أعدته منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل، أكدت فيه أن معظم اللاجئين والمهاجرين رهن الاحتجاز في سيناء يتعرضون للتعذيب من قبل المهربين يشمل الجلد والكي بالنار والصعق بالكهرباء واغتصاب النساء ومنع المياه والطعام عنهم لفترات طويلة. كما يخاطر اللاجئون بحياتهم باحتمال تعرضهم لرصاص حرس الحدود المصرية، وإذا وصلوا إسرائيل فهم أيضا عرضة للترحيل بعد ساعة أو أيام تطبيقا لتدابير حكومية (سياسة الترحيل الفوري/السريع) وافقت عليها محكمة العدل الإسرائيلية ودون السماح بمقابلة مندوبي مفوضية اللاجئين. وكانت مصر قد اعتقلت يوم أمس الجمعة 34 مهاجرا أفريقيا حاولوا التسلل إلى إسرائيل من خلال ثلاث محاولات منفصلة. وقال مصدر أمني أن رجال الأمن تمكنوا خلال نوبة حراسة على الحدود بين مصر وإسرائيل من اعتقال 14 مهاجرا لدى محاولتهم اجتياز الأسلاك الشائكة التي تفصل بين مصر وإسرائيل.وأضاف أنه تم القبض عليهم بعد مطاردة قصيرة لم ينتج عنها أي إصابات. وتابع المصدر أن المهاجرين من اريتريا وأثيوبيا، موضحا أن دورية أمنية تمكنت من رصد نحو 15 مهاجرا أفريقيا آخرين كانوا داخل شاحنتين في طريقهم إلى منطقة الحدود للتسلل إلى إسرائيل في ثاني محاولة للتسلل. وتابع أن بين المتسللين 8 اريتريين و7 أثيوبيين. وقال إنه تم ضبط خمسة سودانيين بينهم طفل واحد وسيدتين ورجلين في محاولة ثالثة للتسلل إلى إسرائيل عبر معبر رفح. وتتهم تقارير أوروبية المهربين فى سيناء باحتجاز نحو 250 مهاجرا اريتريا بسيناء فيما نفت مصر هذه الأنباء وقالت إن أجهزة الأمن قامت بعمليات تمشيط وبحث في المناطق التي يحتمل احتجاز مهاجرين فيها إلا أنها لم تعثر على شيء. وفي الثامن من الشهر الجاري ألقت الشرطة القبض على 82 مهاجرا أفريقيا كانوا يعتزمون التوجه إلى محافظة شمال سيناء لمحاولة التسلل إلى إسرائيل. وكانت هذه هي أكبر عملية احتجاز لمهاجرين أفارقة في المنطقة منذ عام 2009 وتأتي في وقت تقيم فيه إسرائيل جدارا عازلا ونظام مراقبة بطول 140 كيلومترا على جزء من خط الحدود مع مصر يتسلل منه مهاجرون أفارقة أو يقومون بمحاولات تسلل. وخلال السنوات الماضية تسلل مئات المهاجرين الأفارقة إلى الأراضي المصرية عبر الحدود مع السودان وقتل عشرات منهم برصاص الشرطة خلال محاولاتهم التسلل إلى إسرائيل منهم 30 هذا العام و19 العام الماضي. وذكرت تقارير أن مهربي بشر قتلوا خمسة مهاجرين هذا العام.ويحاول المهاجرون الوصول إلى إسرائيل هربا من الحروب والاضطرابات وتدني مستوى المعيشة في بلادهم. وتطالب منظمة العفو الدولية بالتحقيق في حوادث قتل المهاجرين على الحدود مع إسرائيل وتقول إن تل أبيب تضغط على القاهرة لوقف تدفق المهاجرين. وتقول مصر أن الشرطة تطلق النار على المتسللين الذين يصرون على اجتياز خط الحدود رغم تحذيرهم. وقالت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها قلقة إزاء مجموعة من المهاجرين الاريتريين يصل عددهم 250 أخذوا رهائن من قبل مهربي بشر في سيناء منذ نحو شهر. ونقلت المنظمة عن تقارير إعلامية القول أن المهربين يطلبون فدية ثمانية ألاف دولار عن كل مهاجر لإطلاق سراحهم ويحتجزونهم في حاويات ويسيئون إليهم. وقالت مصادر أمنية في سيناء أن الشرطة بحثت عنهم في المنطقة ولم تعثر على أي منهم.