وأنا أسير فى شارع قصر العينى حيث مكان عملى لاحظت أن الملصقات الخاصة بجميلة إسماعيل لا تقارن بالملصقات الخاصة بمنافسها الرئيسى مرشح الحزب الوطنى حيث تكاد تكون النسبة 1 إلى 50 ، بينما اختفت ملصقات جميلة تماما فى الشوارع الداخلية لجاردن سيتى وكورنيش النيل . يظهر المنافس فى صورة منمقة بعد أن استعاد صحته فى مستشفيات اسرائيل حيث لم يتناس فقط دماء الشهداء وإنما ساهم أيضا فى تدمير سمعة الطب المصرى، بينما تظهر جميلة فى صورة جميلة تدل على جمال مصرى أصيل ضاع فى هوجة البحث عن الزواج من اسرائيليات. ولإنها صورة مزعجة لمن يحب اسرائيل وزميله ممثل العمال الذى يستغل المسجد الذى يرأس ادارته فى ادارة حملته الإنتخابية، يتم تمزيقها على أيدى بلطجية المرشحين. جميلة إسماعيل التى لا أعرفها معرفة شخصية بينما أتابع نشاطها السياسى والاجتماعى والاعلامى على مدى سنوات طويلة، هى نموذج للاصرار والتحدى افتقدناه كثيرا فى أجواء اليأس والاحباط التى نعيش فى ظلالها، فقد أصرت على أن تترشح مستقلة بعيدا عن ألاعيب الأحزاب، وأن تنافس على المقعد العادى وتترك مقاعد الكوتة للكوتع، وأن تنافس مرشح مليونير شهير من أباطرة الحزب الوطنى يمثل النموذج المثالى للنجاح المضمون " المال والسلطة". هذا كله يعنى أن جميلة لم تحسبها انتخابيا وانما حسبتها بالمبادئ الأخلاقية التى تدوم ولكن للأسف لا تسود، مبادئ الصدق والأمانة والكرامة، حيث يعتمد برنامجها على الحرية والعدالة، وحيث تطالب بضرائب تصاعدية فى دائرة معظم أهلها من الأغنياء والذين لايطيقون كلمة ضرائب فما بالكم بتصاعدية أى تتصاعد كلما زاد دخلك. ويبدو أن حملة جميلة إسماعيل لم تعتمد على الاعلانات لإنها بالطبع لا تملك أموالها ولاتحب أكاذيبها، فمن يشاهد اعلانات الحزب الوطنى وحزب الوفد المصنوعة بدقة وحرفية يشاهد عالم افتراضى لا نعرفه، فالفلاح والموظف والسيدة الذين يتكلمون يتحدثون عن انجازات الحزب الوطنى بالتأكيد هم من بلد آخر لا نعرفه، والتغيير الذى يقدمه حزب الوفد عن الحرية والديموقراطية قد مارسه واقعيا مع جريدة الدستور التى اشتراها ليسكت حريتها وليغلق بيوت صحفييها. اعلانات الوطنى والوفد بالضبط مثل اعلانات الرخام والبورسلين وفيلات الجولف التى يتفرج عليها الناس لمجرد الفرجة حيث تتحدث أيضا عن تغيير آخر فى بلد آخر غير الذى نعرفه وتعرفه جميلة. ورغم أن جميلة تتحدث عن بلدنا الحقيقى إلا أننى لا أعتقد أنها ستحصل على أصوات أصحاب البلد الحقيقيين الذين يعرفون اللعبة فلا ينزلون من بيوتهم ويستمتعون بيوم الأجازة فى الفرجة على عالم الوطنى والوفد.