عندما يلتقي الأهلي مع الترجي التونسي في السابعة والنصف مساء اليوم «الأحد» باستاد القاهرة في ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أفريقيا، لا مجال للتفكير في تكرار سيناريو مواجهة الفريقين في الدور نفسه عام 2001 عندما تعادلا بدون أهداف في القاهرة ثم تعادلا 1/1 في تونس وسجل سيد عبد الحفيظ - لاعب الأهلي - هدفا من منتصف الملعب.. ولا مجال أيضا لمطالبة لاعبي الأهلي بالفوز 3/صفر كما حدث عام 2007، صحيح أن الفوز بفارق هدفين أو ثلاثة هو الأمل والمني والدنيا والأحلام، لكن هذا الفارق يصعب تحقيقه في نصف النهائي، وأمام فريق قوي كالترجي الذي يمتاز لاعبوه بالوعي التكتيكي والالتزام الخططي وأيضاً لا تنقصهم الخبرة. الدور نصف النهائي عبارة عن شوطين، الأول مساء اليوم باستاد القاهرة، والثاني يوم 17 أكتوبر الجاري في تونس، والفارق الوحيد بين الشوطين هو التحكيم دون الالتفات لعاملي الأرض والجمهور، لأن لاعبي الأهلي والترجي اعتادوا اللعب تحت ضغط جماهيري داخل وخارج ملعبهم ويملكون من الإمكانات والخبرة ما يؤهلهم للإجادة خارج ملعبهم، وعلي سبيل المثال قد يحقق الترجي نتيجة إيجابية في لقاء اليوم، وقد يفوز الأهلي في تونس ويبقي الفارق الوحيد هو التحكيم، فإذا كان عادلا في المباراتين ستكون حظوظ الفريقين متساوية في التأهل للنهائي. المصريون يحلمون بفوز الأهلي ويا حبذا لو كان فوزاً كبيراً يريح الأعصاب قبل لقاء العودة في تونس، لكن المطلوب أولاً من لاعبي الأهلي أن يقدموا الأداء المعروف عنهم وأن يثبتوا للجميع أن الأداء الطيب الذي قدمه الفريق أمام الإنتاج الحربي هو الخطوة الأولي في عودة الأهلي الحقيقي، ولو حدث ذلك بصرف النظر عن النتيجة سيطمئن الجميع علي الأهلي في مباراة العودة . الأهلي يعاني غياب اثنين من أهم لاعبيه هما أحمد حسن وسيد معوض إضافة لغموض موقف «جدو» وإن كان من المؤكد عدم قدرته علي المشاركة في المباراة من بدايتها، ومع ذلك هناك 9 لاعبين وجودهم في التشكيل الأساسي مؤكد، وهم: شريف إكرامي وأحمد فتحي ووائل جمعة وشريف عبد الفضيل ومحمد بركات وشهاب الدين أحمد وحسام عاشور ومحمد أبوتريكة ومحمد فضل، ويبقي اختيار اللاعبين الآخرين متوقفا علي الطريقة التي سيتعامل بها حسام البدري - المدير الفني للفريق - مع المباراة، فإذا لعب البدري بمهاجمين ثابتين سيكون فرانسيس بجوار محمد فضل، وفي هذه الحالة ستكون المفاضلة بين أحمد السيد والصاعد أيمن شرف، وإذا كان البدري يثق في إمكانات أيمن أشرف وقدرته علي الإجادة رغم صعوبة وأهمية المباراة سيدفع به من البداية، ويعود شريف عبد الفضيل قلبا للدفاع بجوار وائل جمعة، أما إذا آثر البدري السلامة وخاف علي لاعبه الصاعد سيدفع بعبد الفضيل كظهير أيسر ويلعب أحمد السيد بجوار وائل جمعة، وإذا لعب البدري بطريقة 4/2/3/1 قد يدفع بأحمد شكري في الجبهة اليسري أمام شريف عبد الفضيل لإنعاش هذه الجبهة هجوميا ويتحول أبوتريكة إلي مهاجم متأخر، ويلعب أحمد السيد بجوار وائل جمعة، وقد يدفع البدري ببركات في الجبهة اليسري أمام عبد الفضيل ويميل أبوتريكة ناحية أحمد فتحي، لكن مشكلة الأهلي أنه لا يملك أوراقا هجومية رابحة في لقاء اليوم، فإذا جلس أحمد شكري علي مقاعد البدلاء سيكون مهاجمان من بين الثلاثي محمد طلعت وأسامة حسني ومحمد غدار وباقي البدلاء إما لاعبي وسط أو مدافعين لذلك قد يقرر حسام البدري عدم الدفع بأحمد شكري من البداية حتي تتوافر لديه أكثر من ورقة هجومية يمكنه الاستعانة بها وقت اللزوم. في الوقت نفسه يلعب الترجي بطريقة 4/4/2 لكن فوزي البنزرتي - المدير الفني للفريق - قد يقوم بتعديلها إلي 4/3/2/1 لزيادة الكثافة الدفاعية في وسط الملعب ومراقبة بركات وأبوتريكة حتي يتفرغ قلبا الدفاع لمراقبة ثنائي هجوم الأهلي وهذا يعني أن البنزرتي سيعتمد هجوميا علي ثلاثة لاعبين فقط، لأنه يسعي لتأمين مرماه والمحافظة علي نظافة الشباك أطول وقت ممكن لأنه يعلم أنه إذا نجح في ذلك سيزداد الاندفاع الهجومي للاعبي الأهلي بمرور الوقت وهنا يأتي دور الهجمات المرتدة التي يسعي البنزرتي عن طريقها لخطف هدف الترجي مثل كل فرق شمال أفريقيا يدافع بشكل جيد ويجيد لاعبوه الانتشار الدفاعي بداية من خط منتصف الملعب ولا يلجأ للضغط المبكر علي لاعبي الأهلي حتي لا يصاب اللاعبون بالإحباط، ويفضل البنزرتي بداية الضغط من منتصف الملعب لتضييق المساحات أمام لاعبي الأهلي وعدم منحهم المسافة الكافية للتصرف في الكرة بحرية، وهذه الطريقة تستلزم من لاعبي الأهلي السرعة في الأداء ونقل الكرة والتحركات الأمامية دون كرة للتخلص من الضغط والرقابة التي ستفرض عليهم بصرامة المباراة وإذا كانت تمثل مواجهة خارج الخطوط بين حسام البدري وفوزي البنزرتي إلا أن الكلمة العليا تكون دائما للاعبين، فالمدرب قد يفكر جيداً ويختار طريقة اللعب المناسبة والتشكيل المثالي، ثم يفاجئ بابتعاد لاعب أو آخر عن مستواهم أو عدم قيام اللاعبين بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه داخل غرفة خلع الملابس مما يربك حساباته تماما لذلك مطلوب من لاعبي الأهلي التزام خططي صارم والأداء الجماعي وتنويع أساليب الهجوم ومحاولة الاستفادة من الكرات الثابتة والحذر الدفاعي في مواجهات الهجمات المرتدة للترجي، خاصة أن الترجي يملك أفضل خط هجوم في المسابقة وسجل 25 هدفاً في 12 مباراة بمعدل هدفين في كل مباراة ودفاعه ليس قويا، حيث اهتزت شباكه 11 مرة بفارق هدف واحد عن الأهلي الذي اهتزت شباكه 12 مرة في عشر مباريات.