إذا تأملت وفكرت ونظرت في حال لاعبي كرة القدم ستجد أنهم حاليا من أعلي الفئات دخلاً في مصر، وذلك بسبب صراع الأندية عليهم ومن ثم رفع أسعارهم لأعلي مستوي في التاريخ الرياضي المصري.. ولنا في عقد شيكابالا مع الزمالك الذي سيحصل علي إثره اللاعب علي 25 مليون جنيه خالصة الضرائب بعد أربع سنوات مثال يحتذي به لتأكيد علي فشل الفكر الاحترافي أو العمل الاحترافي في الكرة المصرية، ثم ستجد أن هناك سببا آخر شديد الأهمية فيما وصل إليه لاعبونا من حب المال.. وهو أمية لاعب الكرة في مصر... نعم أمية لاعب الكرة في مصر ف 90 % من اللاعبين في الدوري المصري وفي كل أنديتها من أكبر الأندية لأصغرها رغم مهاراتهم في الكرة وقدرتهم علي صناعة السعادة في قلوب الملايين من محبي كرة القدم إلا أن المؤسف أنهم لا يعرفون القراءة ولا الكتابة نهائيا يمكن بالكتير يعرفوا «ينقشوا» أو «يرسموا» اسمهم علي العقد أو علي أوتوجراف. فالأمية تجعل هؤلاء يشعرون أن كثرة المال هي الحل الوحيد لمشاكلهم فهم يعرفون قبل غيرهم أنهم لن يستطيعوا أن يكونوا شيئا ذا قيمة بعد الاعتزال فلن يكونوا مدربين ولا حتي مساعدي مدربين وبالتأكيد لن يكونوا محللين أو حتي مقدمي برامج، وهناك حكايات كثيرة متداولة في الوسط الرياضي عن النجوم أصحاب القدرات الضعيفة في القراءة والكتابة منها أن أحد اللاعبين في ناد كبير نطلق عليه أحد أقطاب الكرة المصرية لا يقرأ حرفا واحدا بل إنه مكتوب في جواز سفره «مزارع» رغم أنه من نجوم الصف الأول في الكرة بمصر، والغريب أنه لم يساعد نفسه نهائيا علي التعلم بالرغم من قدرته الغريبة علي صياغة جمل لا يصل إليها إلا أصحاب شهادات الدكتوراه وهذا يعني أنه يملك قدرة علي التعلم طالما وصل لقدرة الحفظ والفهم.. ده نوع. وهناك أيضا لاعب في أهم ناد في مصر ويمكن في الوطن العربي وأيضا من نجوم الصف الأول هذا اللاعب يتصل بزملائه اللاعبين ليقرأوا له ماذا كتب عنه في الصحف وإذا لم يعجبه الخبر يتصل بالصحفي ويحاول توبيخه علي ما كتبه عنه ويقوله أنت إزاي تكتب عني الكلام ده اللي قرأته. أما أشهر الحكايات فهي عن لاعب في ناد ساحلي حاليا لعب من قبل في ناد كبير وصاحب بطولات كان يوزع الأوتوجراف علي معجبيه الذي يحتوي علي صورته وكلمة «مع محبتي» وإمضائه كل ده.. مطبوع والغريب أن أمر أميته كان يحزنه بعد أن أصبح من النجوم وبعد أن أصبح من الأغنياء فكان يخاف أن يظهر أمام الناس بهذا الشكل لدرجة أنه كتب عقود سيارته الفاخرة باسم سائقه حتي لا يعرف أحد أنه أمي. ده كله كوم وأن يكون هناك وكيل لاعبين معترف به في مصر والفيفا وهو لا يقرأ ولا يكتب نهائيا مع أنه من المفروض أن يوقع في عقد احتراف لاعبه وهذا يثير تساؤلاً كيف استطاع أن يحصل علي رخصة وكيل لاعبين؟