رواية الأهالي: ساحر حضَّر جاناً للبحث عن الآثار وفشل في صرفه قرية الحرائق الغامضة التي يرجعها الأهالي إلى الجان أصبحت قرية أبو شويقي التابعة للوحدة المحلية لمركز ومدينة الفيوم والتي يبلغ عدد سكانها 15 ألف نسمة لعنة علي الأهالي الذين يعيشون بها، فبعد سنوات من المعاناة من إهمال المسئولين وتجاهلهم للقرية أصيبت القرية بلعنة اشتعال الحرائق في منازلها البسيطة ذات الأسقف القش وهي الحوادث التي يعتقد الأهالي بوقوف الجان وراءها كونها تحدث دون سبب واضح. هذه القرية تابعة لقرية الصالحية وهي إحدي القري المغضوب عليها من جانب المسئولين بالفيوم، القرية تعيش منذ سنوات طويلة بلا طرق ممهدة ولا مياه صالحة للشرب ولا وسائل مواصلات، ورغم كل هذا تخرج كلمات الحمد والرضا من أفواه أهالي القرية حتي ضاق بهم الحال وعلت أصواتهم، حيث يؤكدون أنهم لا يستطيعون تحمل لعنة الجان التي أصابتهم فكفي لعنات الحكومة، حيث إنه منذ أشهر فوجئ أهالي القرية بحرائق مجهولة المصدر تشتعل دون أسباب وبعد محاولات عديدة لمعرفة الأسباب اقتنع الأهالي بوجود جان يرفض الخروج من القرية ويتربص بهم للقضاء عليهم. تخيل الأهالي أن الرحمة التي انعدمت من قلوب الجان سيجدونها لدي المسئولين بالمحافظة فلجأوا إليهم إلا أنهم أصيبوا بخيبة الأمل وأدركوا أن هناك احتمالات وجود الرحمة داخل الجان واحتمالات لخروجهم من القرية قانعين لكن ليس هناك أي احتمال لوجود اهتمام من المسئولين بهمومهم التي ردوها إلي الغيبيات بالنظر إلي كون غالبية أهالي القرية لم يحصلوا علي قدر كاف من التعليم. كانت البداية بعضو مجلس الشعب عن الدائرة الذي خذل الأهالي ولم يحضر إلي القرية وعندما طالبوه بتوفير سيارات للإسعاف والإطفاء بالقرية لم ينصفهم، فلجأوا بعد ذلك إلي الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم الذي أغلق أبوابه في وجوههم بعد أن أصدر بيانا شكك فيه فيما يحدث في القرية، وقال إن الأهالي يمتلكون بيوتا من القش ويحرقونها من أجل الحصول علي تعويضات من المحافظة لبناء منازلهم بطريقة حديثة وطالب وسائل الإعلام بتجاهلهم ومنع التصوير في القرية. أما القصة التي يرويها الأهالي لتأكيد توطن الجان في القرية فتشير إلي قيام أحد أهالي القرية بإحضار ساحر إلي منزله وتحضير جان من أجل مساعدته في البحث عن الآثار حيث تتردد روايات دائمة عن أن القرية مملوءة بالكنوز والآثار، وبعد أن حضر الساحر وبقي 15 يوما بالقرية نجح في إحدي الليالي باستخدام بعض الكتب الخاصة بالسحر والشعوذة مستخدما الزئبق الأحمر في تحضير الجان ليأمره بفتح أحد الكنوز المسحورة وعندما ظهر الجان سرق الساحر القرية وهرب بعد أن فشل في صرف الجان الذي تمركز في القرية وبدأ في حرق منازل الأهالي انتقاما منهم لتحضيره وعدم صرفه! هذه الرواية التي ستسمعها من كل أهالي القرية تقريبا وبنفس الطريقة، وبقاء هذه الرواية راجع لعدم بذل أي جهة أي جهد للكشف عن حقيقة الحرائق الغامضة والاكتفاء باتهام الأهالي بالبحث عن التعويضات. أما الوضع الذي وصلت إليه القرية الآن فهو افتراش معظم الأهالي الشارع وقضاء حاجتهم في الخلاء وتقسيم أنفسهم إلي ورديات لحراسة القرية نصفهم ينامون بالنهار والنصف الأخر بالليل من أجل السيطرة علي أي حريق وقت اشتعاله دون حدوث إصابات، وقد قرر الأهالي عدم اللجوء إلي أي مسئول كما قرروا الامتناع التام عن التصويت في انتخابات مجلس الشعب القادمة نظرا لعدم وجود من يمثلهم.