انتقد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد العمليات العسكرية التي تشنها السعودية ضد الحوثيين الشيعة الذين يخوضون صراعا مع الحكومة اليمنية، وكانت السعودية قد تدخلت في الصراع بعد أن توغل مسلحون في أراضيها في نوفمبر الماضي وقتلوا أحد حراسها. ودعا الرئيس نجاد في كلمة أذاعها التليفزيون الإيراني مساء أمس الأول الرياض إلي لعب دور إيجابي بتعزيز عملية المصالحة والسلام في اليمن بدلا من رفع السلاح في وجه الحوثيين، محذرا من أن استمرار تلك الحرب سيؤثر في المنطقة بأكملها، متهما كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وإسرائيل بإشعال نار الفتنة في اليمن لفرض هيمنتها علي الشرق الأوسط علي حد قوله. في المقابل عقب سعود الفيصل - وزير الخارجية السعودي - علي تصريحات نجاد بقوله أمس: أعتقد أنه من المريب أن يتهموا المملكة بأنها تحارب الحوثيين ولا أعلم من أي مصدر أتي هذا الكلام، الحوثيون أنفسهم لا يقولون إن السعودية تحاربهم، فما بال إيران تدعي ذلك، الاتهام الحقيقي هو أن إيران تتدخل في الشئون الداخلية لليمن، وهذا لا يمكن أن يغطي عليه اتهام الآخرين بهذا الشيء، وتعد هذه هي المرة الأولي التي يوجه فيها وزير الخارجية السعودي اتهاما صريحا ومباشرا لإيران بتدخلها في الشأن الداخلي اليمني. هذا في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع اليمنية أمس أن صنعاء مصممة علي «تطهير أراضيها» من عناصر القاعدة، محذرة المواطنين من التستر علي عناصر القاعدة، وداعية إياهم إلي التعاون مع الأجهزة الأمنية للقبض عليهم، وقالت المصادر في بيان نشرته وزارة الدفاع إن «اليمن مصممة علي تطهير أراضيها من عناصر القاعدة، والعمليات ستتواصل بصورة مكثفة ولن يُترك المجال لعناصر القاعدة أن تلتقط أنفاسها». وحذر البيان المواطنين من «التستر علي أي عناصر من تنظيم القاعدة»، داعيًا إياهم إلي «التعاون مع الأجهزة الأمنية والابلاغ عن أي عناصر» من القاعدة، ومشدداً علي أن «الحرب التي تشنها الأجهزة الأمنية ضد عناصر تنظيم القاعدة مفتوحة أينما وجدت تلك العناصر وفي أي منطقة كانت» وفقا للبيان الحكومي. كما هدد علماء اليمن بالدعوة إلي الجهاد في حال حصول أي تدخل عسكري أجنبي في البلاد، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في صنعاء أمس الخميس، وقال العلماء في بيان لهم إنه «في حال إصرار أي جهة خارجية علي العدوان وغزو البلاد أو التدخل العسكري فإن الإسلام يوجب علي أبنائه جميعا الجهاد لدفع العدوان».