كمال أبو المجد: تزايد حالة الاحتقان تعبير عن غضب مكبوت وتساهل مبالغ فيه وخلل في الأولويات رأفت عثمان: بعض الشخصيات المسيحية يتصيدون أي كلمة أو حكم يقوله المسلمون ويجعلون منه قضية عامة لزرع الفتنة مجمع البحوث الإسلامية فى أول اجتماع له فى عهد الطيب يعقد مجمع البحوث الإسلامية جلسة طارئة اليوم - السبت - لبحث ومناقشة التصريحات التي أدلي بها الأنبا بيشوي - سكرتير المجمع المقدس والرجل الثاني في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أثناء إلقائه محاضرة رسمية في مؤتمر تثبيت العقيدة بالفيوم، وهي التصريحات التي وصفت بأنها تحمل إساءة للقرآن الكريم وتتضمن تشكيكاً في آياته، ويأتي الاجتماع في الوقت الذي أكد فيه أعضاء بالمجمع ل «الدستور» أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف - غاضب جدًا من تلك التصريحات وذلك لأنها تمس القرآن الكريم والعقيدة الإسلامية ولا يمكن تأويلها أو التعامل معها مثل التعامل مع تصريحه الأول بأن المسلمين هم ضيوف علي المسيحيين في مصر. من جانبه قال المفكر الإسلامي الكبير الدكتور أحمد كمال أبو المجد - عضو مجمع البحوث الإسلامية - إن جلسة اليوم تأتي بهدف مناقشة جو التوتر الذي أثارته تصريحات الأنبا بيشوي مؤخرًا ولكن بأسلوب عقلاني ومتزن من قبل علماء أجلاء هم أعضاء في مجمع البحوث الإسلامية وبحضور الإمام الأكبر صاحب الرأي المستنير. ووصف أبو المجد تزايد حالة الاحتقان في الفترة الأخيرة بين المسلمين والمسيحيين بأنها قد تكون تعبيرًا عن غضب مكبوت وتساهل مبالغ فيه وخلل في رؤية الأولويات، معربًا عن دهشته من التصريحات التي أدلي بها الأنبا بيشوي في هذا التوقيت المليء بالتوتر، مؤكدًا أن مثل هذا الكلام لا يجب أن يقال في مثل هذه الظروف المشتعلة خاصة أن الحكمة هي وضع الشيء في موضعه زمانًا ومكاناً. فيما رفض الدكتور محمد رأفت عثمان - عضو مجمع البحوث الإسلامية وعضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا - الحديث عن الإجراءات المحتمل اتخاذها في اجتماع اليوم، مشيرًا إلي أن العرف جري بعدم الحديث مسبقًا عن أمر سوف يتم مناقشته في المجمع. وارجع عثمان حالة الاحتقان التي تسود العلاقة بين المسلمين والمسيحيين مؤخراً إلي تصيد بعض الشخصيات المسيحية لأي كلمة تقال أو حكم يعلنه أحد الشيوخ ويجعلون من ذلك قضية عامة، بل يرفعون الدعاوي القضائية ويقدمون البلاغات للنائب العام مع أن المسألة لو تركت للحوار دون التعجل من أحد الطرفين علي الآخر لما كان هناك احتقان. وقال عضو مجمع البحوث إنه قبل أن تشيع بدعة التقاط أي كلمة تقال من المسلمين تجاه المسيحيين ويُتخذ منها ذريعة لتضخيمها وجعلها كأنها إهانة للمسيحيين لما وجدت هذه الحالة من الاحتقان، وشدد عثمان في تصريحاته ل «الدستور» علي أن السبب الرئيسي لحالة الاحتقان هم من ينصبون أنفسهم زعماء للمسيحية دون أن تكون لهم هذه الصفة الدينية، وأمثالهم ممن يريدون أن يجعلوا أنفسهم مدافعين عن حقوق الإنسان زورًا وبهتانًا، مع أن هذه المسائل يجب أن تحل عبر الحوار الهادئ بين الطرفين دون أن يتعجل طرف علي الآخر. وأكد عثمان أن أمثال هؤلاء ممن ينصبون أنفسهم زعماء ومدافعين عن المسيحية نجدهم في القضايا التي هي في أمس الحاجة إلي إعلان الرأي فيها لا ينبسون ببنت شفه ويصمتون صمت أبي الهول إما خوفًا وإما لهم مصلحة شخصية أو طائفية في هذا الصمت المريب!