واشنطن تزيد مساعداتها لاخراج الدول من الفقر عبر الحكم الرشيد والديمقراطية ومحاربة الفساد عندما لا يستطيع ملايين الآباء إعالة أسرهم فإن هذا يؤدي عدم الاستقرار والتطرف والعنف "بي بي سي": خطاب اوباما بوصفه "متحفظا بل ومتواضعا" أوباما أعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما عن سياسة أمريكية جديدة للتنمية الدولية والتي وصفها بأنها الأولى من نوعها التي يتم تبنيها من جانب أي إدارة في تاريخ الولاياتالمتحدة. وأكد أوباما، في كلمته أمام قمة أهداف التنمية الألفية المنعقدة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ان بلاده ستزيد مساعداتها لبعض الدول على الخروج من الفقر من خلال التركيز على الحكم الرشيد وتشجيع التجارة والاستثمار. واوضح أن التوجه الجديد في سياسة الولاياتالمتحدة الخاصة بالمساعدات الخارجية ستساهم في مساعدة بعض الدول على الخروج من الفقر. وقال أوباما أن التركيز ينبغي أن ينصب على التنمية، وليس على التبعية، لكنه أصر أن مساعدة الدول الفقيرة من المصلحة الوطنية للولايات المتحدة. واضاف أن بلاده ستقوم بدورها لانتشال الملايين من الفقر. وتشمل أهداف الخطة الانمائية للألفية رفع مستوى الرعاية الصحية، وزيادة فرص التعليم، وتشجيع حصول النساء على فرص متساوية لما يحصل عليه الرجال. وقال : "عندما لا يستطيع الملايين من الآباء إعالة أسرهم، فإن هذا يؤدي إلى اليأس الذي قد يؤدي إلى تفاقم عدم الاستقرار والتطرف والعنف". وأعلن توجه جديد للمساعدات الأمريكية يتجاوز تقديم المساعدة إلى تقديم طريق أمام الشعوب للخروج من الفقر. وأوضح أن ذلك سيتم من خلال العمل مع الدول التي تبدي تعاونا، من اجل تطوير اقتصاداتها على المدى الطويل. وقال أوباما إن بلاده ستقدم مساعدات إلى البلدان المستعدة لتهيئة بيئة جاذبة للاستثمار والتجارة. وقال أيضا إنه سيتم تشجيع الديمقراطية والحكم الرشيد ومحاربة الفساد. وقال أوباما إن هذه السياسة الجديدة تنبع من الالتزام الأمريكي المستمر "بكرامة ومستقبل كل إنسان، كما تظهر منهجا جديدا للولايات المتحدة وأسلوب تفكير سوف يقود جهود التنمية الأمريكية بشكل عام". وأضاف أن هذه السياسة تستند على أربعة مبادئ أولها تغيير تعريف التنمية بحيث يتم قياس جهود التنمية الأمريكية حول العالم بمساعدة الدول على تحقيق النمو وليس عبر قياس الإنفاق المالي أو حجم الطعام والأدوية الأمريكية التي تم توزيعها. وتابع أوباما قائلا إن المبدأ الثاني من هذه السياسة هو تغيير أسلوب رؤية الهدف النهائي للتنمية الدولية بحيث يتم إرشاد الدول والشعوب وقيادتها للخروج من الفقر بدلا من تقديم المساعدات الغذائية التي نجحت في إنقاذ حياة الكثيرين على المدى القصير لكنها لم تفلح في إنهاء الفقر. وأضاف أن المبدأ الثالث لسياسته التنموية هو إطلاق تغير تحولي عبر التركيز على أكثر القوى الفعالة في العالم للقضاء على الفقر وخلق الفرص وهي قوى النمو الاقتصادي واسع النطاق التي حولت كوريا الجنوبية من متلق للمساعدات إلى أحد المانحين ورفعت مستويات المعيشة من البرازيل إلى الهند فضلا عن الكثير من الدول الأفريقية. وأشار أوباما إلى أن المبدأ الأخير في سياسته هو الإصرار على تحمل المزيد من المسؤولية من جانب الولاياتالمتحدة والآخرين على حد سواء وعلى مبدأ المحاسبة المتبادلة مشددا على ضرورة أن تفي الدول المانحة للمساعدات بالتزاماتها وأن تتحمل الدول النامية مسؤولياتها. وقال الرئيس أوباما "سنتواصل مع البلدان التي تشهد تحولا من الحكم الاستبدادي إلى الديموقراطية ومن الحرب إلى السلام." وأضاف "مع تحلي آخرين بالشجاعة ليضعوا الحرب خلف ظهورهم ومنهم فيما أرجو السودان فان الولاياتالمتحدة ستقف إلى جانب من يسعون إلى بناء السلام والحفاظ عليه." وعلّقت شبكة "بي بي سي" الاخبارية البريطانية على خطاب اوباما بوصفه "متحفظا بل ومتواضعا"، مما يدل على أن أمريكا ترغب في الاستماع إلى الآخرين في حين لا تزال على استعداد للقيادة على الساحة العالمية. فى وقت سابق اليوم أطلقت الأممالمتحدة مبادرة تبلغ تكلفتها حوالي 40 مليار دولار تهدف إلى إنقاذ حياة 16 مليون من النساء والأطفال على مدى السنوات الخمس المقبلة. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في معرض الاعلان عن الاستراتيجية العالمية لصحة المرأة والطفل إن النساء والأطفال "يلعبون دورا حاسما في التنمية".