قال البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أنه من حق السيدة كاميليا شحاتة أن تختار دينها دون وصاية من أحد، وليس من حق أي شخص أن يتحدث باسمها ويتسبب فى ضجيج وشتائم تجعل العالم كله "يتفرج" علينا. وتساءل البابا خلال حواره مع الزميل جابر القرموطي فى برنامج "مانشيت" على قناة أون تى مساء الأحد: لماذا الإصرار على التدخل فى حياة انسانة تمسكت بمسيحيتها ولم تعلن إسلامها؟ مؤكدا في الوقت نفسه أنه يدعو لكل من أساء وشتم وسب خلال هذه الاحداث بالمغفرة لان الهدف من هذه المظاهرات إحداث ضجة حول الكنيسة رغم أنها لم تمارس اية ضغوط على كاميليا أو غيرها، لان الدين لا توجد به ضغوط لكنه ضمير ووازع داخلي خاص بالشخص ولا يمكن لأحد أن يجبره على تغييره ، وليس من حق أحد أن يسأل عن مكان تواجدها . وأضاف البابا أن الكنيسة لا تسيس قضاياها وكل ما فى الأمر أنها قضية اجتماعية اخذت اكثر من حجمها وهناك أناس تدخلوا فى امور لا تخصهم ، وأعود لأؤكد أننا نعتصم بالصبر والهدوء وحتى هذا الصبر والهدوء لا يعجب البعض . ونفي البابا تفكير الكنيسة في منع زوجات الكهنة من العمل موضحا أن أحد الأشخاص اقترح ذلك ونحن رفضناه لانه امر غير جائز فكل انسان حر يعمل او لا يعمل، خاصة اذا كانت امراة ومثقفة، ووجود كاميليا فى المسيحية أمر شخصي خاص بها وهى حرية عقيدة وليس من حق أحد ان يتدخل فيها . وعن وجود خلافات بين الطوائف المسيحية حول قانون الأحوال الشخصية قال البابا: لا اعتقد انه خلاف أساس لان الإنجيل سيكون الحكم ولن يكون هناك خلاف حول أحكامه لكن ما حدث أن بعض الأشخاص ليست لهم صفة رسمية أثاروا جدلا حول هذا الموضوع رغم أنهم ليسوا أصحاب قرار بعد أن اتفق ممثلو الطوائف الثلاثة فى اللجنة المشكلة من قبل وزارة العدل. وتابع البابا أن العلمانيين لا يمثلون اتجاها فكريا فى الكنيسة، ولابد ان نسأل هل هم هيئة رسمية لكي تجري معها الكنيسة حوارا؟ ، للاسف لا لانهم افراد يعدون على الاصابع، ولو أردت أن اعقد مؤتمرا للعلمانيين سيحضره الاف العلمانيين لكن لم افعل لان كلمة علمانى تعني كل من ليس فى الكهنوت او الرهبنه فالذين فى الكهنتوت والرهبنة 5 الاف فقط. وفيما يخص الحديث الدائم عن تنامي دور الكنيسة والقول في بعض الأحيان بأنها دولة داخل الدولة قال شنودة: هذا التعبير "مثير" يراد به الانقسام والفتنة فى المجتمع، أين هذه العلامات التى تقول أننا دولة داخل دولة؟ هذا الكلام فارغ وخارج السياق تماما، وإذا كان العلمانيون - وهم أبناء للكنيسة - يتهموننا بهذا الشكل فلا يكونوا مخلصين لكنيستهم على الإطلاق، ومن العيب ان يقال أن هناك تآكلا للدولة فى مواجهة الكنيسة لان هذا الكلام يهدف إلى إشعال حفيظة الدولة ضد الاقباط والكنيسة، فهل المطلوب الا تستجيب الدولة لمطالب المسيحيين وتهملهم كي لا يتهمونها بالعمل على تآكل الدولة. وأكد البابا أن الكنيسة لا تستقوي بالخارج وأنه لا يستقوي بغير الله، مؤكدا أن الكنيسة لا تتصل برؤساء ولا بشعوب ولا بحكومات والاستقواء بالخارج ليس إلا تهمة تردد بلا دليل والدولة المصرية تعرف تماما علاقتنا بالخارج ترصدها وتعلنها. وعن مستقبل مصر قال: لا بد أن نسأل أولا: هل مصر فى خطر؟، معروف أن كل دولة تجتاز فترات معينة يشوبها الاضطراب لكن كلمة بلد فى خطر صعبة على مصر ولنفسرها على أن هناك تنازع فى السياسة يخلق جوا من الاضطراب وسط هذا التنازع البعض يقول أن هناك خطرا، لكن مصر ليست فى خطر ، فهي أم الجميع، والمفروض أن نحافظ عليها وعلى شئون ادارتها وحسن سمعتها ولا نضحي بها من أجل مسائل شخصية وعلى الجميع ان يفكر فى ما تحتاجه البلد وليس ما يحتاجه هو فقط .